أكد لـ «الاقتصادية» اللورد ألدرمان نك آنستي عمدة قطاع المال والأعمال في لندن، قيام عدد من البنوك والمؤسسات المالية البريطانية بدراسة القطاع المالي السعودي بغرض الدخول والاستثمار فيه خلال الفترة المقبلة، مبيناً أن هذه البنوك والمؤسسات لا تزال تدرس المخاطر والأمان والعوائد المتوقعة، إلى جانب التعرف على النظام القانوني في المملكة.
وقال عمدة الحي المالي اللندني عند زيارته إلى غرفة جدة أمس، إن البنوك البريطانية تبحث في الفرص المتاحة في القطاع المالي السعودي وتسعى لاختيار الأفضل والمناسب لها، وإنها تقوم بدراسات مستفيضة قبل التعمق في قطاع المال السعودي.
ونفى اللورد بأن تكون لندن عاصمة للتمويل الإسلامي بشكل عام، مفنداً ذلك بقوله: «لندن لا تقود التمويل الإسلامي ولم يقل أحد ذلك، ما نحن سعداء بشأنه أننا نقود التمويل الإسلامي خارج العالم الإسلامي ولدينا قاعدة قوية في هذا المجال، فنحن الدولة الأكبر في أوروبا التي تتعامل بالنظام المالي الإسلامي وهناك أكثر من خمسة بنوك حاليا لديها اهتمام كبير بهذا القطاع».
ولفت عمدة قطاع المال والأعمال البريطاني إلى أن الحكومة البريطانية أجرت تغييراً تشريعياً لتسهيل التعامل بالتمويل الإسلامي وزيادة الاستثمارات في هذا المجال.
وأفاد بأن لندن لا تزال المركز المالي الدولي الأول رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالأسواق خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن العالم يدرس اليوم وضع نظام مالي عالمي جديد يتلافى الأخطاء السابقة ويتفادى الوقوع فيها مستقبلاً.
وأوضح عمدة قطاع المال والأعمال أن أكثر من 24 مصرفا في بلاده تعمل في مجال الاستثمارات الإسلامية، وأصبحت جاهزة أكثر من أي وقت مضى لاستقبال رؤوس الأموال السعودية والخليجية، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد تعاونا كبيرا مع السعودية في شتى المجالات الاقتصادية.
وأكد اللورد ألدرمان أن لندن أكبر مركز اقتصادي عالمي لجذب الاستثمارات السعودية والخليجية، ولاسيما أن هناك 24 بنكا تعمل في مجال الاستثمار الإسلامي بالإضافة إلى خمسة بنوك أخرى تقدم المنتجات والصناديق الإسلامية بالتبادل مع دول الخليج وماليزيا، هناك اهتمام بالصناديق الائتمانية السيادية وسيكون هناك قسم لها في البنوك، ولاسيما أن هناك قرارا حكوميا صادرا بهذا الشأن، وسنعمل على تنمية الاستثمارات في مختلف المجالات الاقتصادية مع العالم الإسلامي في هذا الجانب المهم.
وأضاف «هناك اهتمام كبير بين السعودية والمملكة المتحدة بالتبادل التجاري والثقافي والعلمي بين البلدين، حيث يتم ابتعاث الطلاب السعوديين إلى بريطانيا، ويوجد لدينا الآن 16 ألف طالب يدرسون في بريطانيا، إضافة إلى 900 طالب يسعون إلى تنمية مهارات اللغة الإنجليزية، وهناك توجه جديد للمركز البريطاني في السعودية والاهتمام بوضع البرامج المناط بها بتدريس اللغة الانجليزية في السعودية من أجل تحقيق الأهداف الاستثمارية والتجارية.
من جانبه، تحدث الشريف ديفيد لويس عن العلاقات القائمة بين المملكتين، مشيراً إلى أنها على المستويين السياسي والاقتصادي صمدت أمام اختبار الزمن وستستمر في النمو في السنوات المقبلة، وركز على العلاقات طويلة الأمد في المجالات الاقتصادية المختلفة وخاصة في قطاع النفط والغاز.
في المقابل، أكدت الدكتورة لمى السليمان نائب رئيس غرفة جدة أهمية التعاون الاقتصادي بين السعودية وبريطاني، حيث تمثل الأولى السوق الأكثر جذباً وقوة في المنطقة العربية، بينما تعد لندن من أعرق وأهم الأسواق في الاتحاد الأوروبي ودول العالم بشكل عام، مشيرة إلى وجود 185 مشروعا مشتركا يربط السعودية وبريطانيا بقيمة 15 مليار دولار، فيما بلغ عدد الوكالات التجارية التي تقوم بها الشركات السعودية لقرينتها البريطانية 135 وكالة، إضافة إلى التعاون الاقتصادي الجيد من خلال الغرفة التجارية الصناعية العربية البريطانية المشتركة.