السبت، 4 أغسطس 2012

وجدان شهرخاني اول سعودية تشارك في الالعاب الاولمبية

جدة (ا ف ب) - فتحت لاعبة الجودو وجدان علي سراج عبد الرحيم شهرخاني (وزن فوق 78 كلغ) التي باتت اول سعودية تشارك في الالعاب الاولمبية، افاقا جديدة امام مواطناتها اللواتي يطمحن الى مشاركة افضل في المنافسات الدولية.
وفي اول مشاركة للاعبة سعودية في الاولمبياد خسرت شهرخاني الجمعة مباراتها امام ميليسا موخيكا من بورتوريكو في دقيقة و22 ثانية فقط، لكنها اعربت عن "سعادتها وفخرها" بالمشاركة في الالعاب الاولمبية، مؤكدة استمرارها "في مزاولة هذه الرياضة".
وقالت الصحافية الرياضية امل اسماعيل لفرانس برس بعد مشاهدتها المباراة "نحن فخورون بمشاركتها ونرى ان ذلك يفتح الباب امام مشاركات اكبر خلال السنوات القادمة".
واشارت اسماعيل الى ان "الفتيات لم يتدربن جيدا للاولمبياد. لا شك ان المشاركة صورية وشرفية بالدرجة الاولى ولن تحقق نتائج".
وفي بلدها السعودية حيث لا يسمح للنساء بالتدرب في النوادي، حظيت مشاركة وجدان بمتابعة واسعة.
وقالت لفرانس برس لينا المعينا مؤسسة فريق جدة يونايتد ان "المباراة كانت سريعة وقصيرة جدا، لكن بالنسبة لي هي مجرد مشاركة ولم نكن نتوقع نتائج لأن التدريب كان بسيطا جدا".
وكانت شهرخاني تتدرب في منزلها بمعية والدها (الحكم الدولي في الجودو) وشقيقها.
واثير جدل واسع حول مشاركتها بعد رفض الاتحاد الدولي للجودو السماح لها بوضع غطاء للرأس انطلاقا من المعايير الصارمة لضمان سلامة الرياضيين والرياضيات.
وسمح للرياضية السعودية بالمشاركة مع وضع غطاء خاص للرأس، بعد مفاوضات شاركت فيها اللجنة الاولمبية الدولية واللجنة الاولمبية السعودية والاتحاد الدولي للجودو.
وتعتبر المعينا ان هذا الجدل اثر على اداء شهرخاني، وتقول "لا ننسى ان وجدان كانت تحت ضغوط كبيرة بعد الجدل الكبير حول مسألة تغطية الراس من عدمها وهو ما اثر ايضا على تركيزها". رغم ذلك تبقى السعادة بمشاركتها التي مهدت الطريق "لمشاركات نسائية منافسة مستقبلا".
وتابعت المعينا المباراة على شاشة التلفزيون "مع زوجي، كما ان والدي واخوتي حرصوا على متابعتها" مثلهم مثل "معظم العائلات السعودية".
لكن تزامن المباراة مع موعد اداء صلاة الجمعة في السعودية حرم الكثيرين من متابعتها، كما ان المقاهي العامة تغلق ابوابها نهارا في شهر رمضان. واللافت ان القناة الرياضية للتلفزيون السعودي لم تنقل اللقاء مباشرة.
وتقتصر المشاركة النسائية السعودية في دورة الالعاب الاولمبية في لندن على شهرخاني والعداءة سارة العطار التي تشارك في سباق 800 م في العاب القوى.
واكدت شهرخاني انها ستتدرب اكثر "استعدادا لريو (التي تستضيف اولمبياد 2016). واعتقد ان مشاركتي في هذه الالعاب ستسمح لسعوديات اخريات بالقيام بذلك مستقبلا".
وتقول نسرين محمد (26 سنة) خريجة كلية القانون ان "مشاركة وجدان تمثل انجازا للمرأة السعودية"، مضيفة "انها بطلة اولمبية قادمة (...) البطولات اللاحقة ستشهد مشاركات قوية وفعالة من الفتيات السعودية في عدة رياضات".
اما عبد الله الشهري (55 عاما) وهو موظف حكومي فيقول ان "العديد من السعوديين لا يعارضون الرياضة في حد ذاتها، وانما الالتزام بالضوابط الشرعية هو المعيار".
وحظيت مشاركة شهرخاني بسيل من التعليقات على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، راوحت بين اعتبارها "انتصارا على عوائق" رغم الهزيمة، وبين التشديد على ان الانجازات هي ما يحقق "في المجال العلمي".
وكتب بدر منيف على حسابه الخاص "وجدان شهرخاني‏ الكل اجمع على خسارتك قبل مشاركتك وهذا منطقي لكن تاكدي ان اصحاب العقول اجمعوا على انتصارك على قيود وعوائق وتخلف مجتمع هنيئا لك".
واعتبر ابراهيم مرغلاني ان "مشاركة بنت بلا خبرة في البطولات ليست عيبا وخسارتها متوقعه 80 في المائة، لكن العيب لمن (عندما) تتلسع (تهزم) 8/صفر وانت فريق منظم ومهيأ من كل المقاييس" (في اشارة الى خسارة المنتخب السعودي من نظيره الالماني في بطولة كاس العالم لكرة القدم).
ولفت صالح الثبيتي الى ان "وجدان ذات ال16 عاما خسرت امام البورتوريكية في دقيقة و22 ثانية لكنها سجلت اسمها كاول محجبة في لعبة الجودو وسعودية في تاريخ الاولمبياد".
في المقابل، اعتبر ساعد الثبيتي ان "الانجاز ليس في مشاركة فتاة سعودية في اولمبياد عالمي وانما الانجاز هو ما يحققه ابناء وبنات الوطن في المجال العلمي".
واضاف "هل احتفينا بالمبتكرين العلماء الذين حققوا انجازات علمية ترفع راس الوطن كما احتفينا بمشاركة فتاة في الاولمبياد؟".

ليست هناك تعليقات: