‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأحد 1430/3/18 هـ. الموافق 15 مارس 2009 العدد 5634. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأحد 1430/3/18 هـ. الموافق 15 مارس 2009 العدد 5634. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 15 مارس 2009

الاقتصاديون ورجال الأعمال: المجتمع بأكلمه فقدت وهيب

متابعة - عبدالهادي حبتور تواصلت ردود فعل المجتمع الاقتصادي في جدة برحيل الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) عن عمر يناهز 75 عاماً بعد معاناة مع المرض استمرت لمدة عامين تقريبا، قبل أن يوافيه الأجل المحتوم الأربعاء الماضي في البرازيل حيث كان يعالج وذكر عدد من رجال الأعمال مناقب ومآثر الفقيد وتواصله وتفاعله مع المجتمع ، محتسبين إلى الله أن يتقبل الفقيد في جنات النعيم وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته وتحدث في البداية الشيخ محمد عمر العيسائي رئيس مجلس إدارة العيسائي فقال: "المجتمع الاقتصادي فقد واحدا من أكبر الرجال بعطائه وتفاعله وسيرته العطرة، ونسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته، ولاشك أن مدينة جدة خسرت واحدا من أكبر رجالتها بعطائه المتدفق، والذي يحمل فكرا متميزا وأسلوبا راقيا، لقد كان الشيخ وهيب متفهما لواقع ومشكلات وقضايا الوطن، وصاحب مكانة كبيرة في المجتمع لما يتمتع به من حب وتقدير وأضاف الشيخ محمد: "وهيب رحمه الله كان رجلا اقتصاديا من الطراز الأول، وركنا من أركان الاقتصاد في جدة، ولا يمكن إغفال دوره البارز والفعال في الغرفة التجارية ومجتمع الأعمال في مدينة جدة، كان مرجع رجال الأعمال في كثير من المعوقات التي تواجههم، فتجده يدافع عنهم ويجمعهم ويحل مشكلاتهم، لاشك أن جدة فقدت أحد رجالها الأوفياء، وكان يشمل وهيب الإنسان والتاجر والاقتصادي، استفاد من فكره الجميع ولم يبخل على أحد بالمشورة والرأي في عديد من القضايا، وقريب من الناس بتواضعه الجم الذي كان يزيد محبته في قلوب محبيه من جهته، يقول إبراهيم السبيعي عضو مجلس إدارة غرفة جدة: "وهيب (يرحمه الله) كان أحد الرجال القلائل الذين عرفتهم مدينة جدة، وهو اقتصادي ناجح بكل المقاييس، حيث ترأس الدائرة الاقتصادية في منطقة مكة المكرمة التي أسهمت في تنمية عديد من المشاريع، والأعمال الخدمية لأهالي المنطقة، وهو ذو فكر عال متميز وخططه وأفكاره نيرة يمتلك علاقات عامة مميزة، لا يمكننا حصر أعمال الشيخ وهيب في سطور قليلة، ويعمل دائماً على حل أي مشكلات قد تحدث بين رجال الأعمال ويقرب الآراء بما يخدم الجميع في حين أشار عبداللطيف العبداللطيف (رجل أعمال، إلى أن الفقيد مدرسة يجب الاستفادة من كل الأفكار والآراء التي كان يطرحها وتوثيقها لينتفع بها الجيل المقبل، لاسيما أولئك الذين ينوون اقتحام مجال التجارة والأعمال، والذين ستكون مدرسة وهيب بن زقر الخط الواضح الذي سيفتح أمامهم أبواب العمل الحر بكل سهولة، مضيفا أن الفقيد كان متعاونا مع الجميع ويخدم كل الفئات وليس رجال الأعمال فقط وأعماله تشهد على الإسهامات التي قدمها لمجتمعه إلى ذلك، يشير مازن بترجي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة بقوله: "برحيل الشيخ وهيب بن زقر يرحمه الله فقدنا علما من الأعلام ليس على المستوى السعودي ولا العربي فحسب، بل على المستوى العالمي، لأن الفقيد كان عضوا في مجلس أمناء عديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية، وهو رجل قدم للبلد الكثير عبر إسهاماته في جميع الأعمال سواء في عمله الخاص التجاري، أو مشاركاته في الصناعات والتكنولوجيا وعلى مستوى الوظائف التي شغلها من قبل ولاة الأمر، وأضاف: "عملت معه في الدائرة الاقتصادية مع الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، وقد قدم الفقيد الكثير من الأفكار البناءة والرائعة منها على سبيل المثال فحص ما قبل الزواج التي نبعت من الدائرة وتبناها الشيخ وهيب بن زقر، والتي طبقت وعممت لتصبح نظاما على مستوى السعودية
ويتابع بترجي "بحكم عضويتي في جمعية البر فإن مساهمات وهيب بن زقر في هذه الجمعية تعتبر موجهة وفعالة، حيث يحرص على التبرع في مشاريع تخدم التنمية المحلية وتساعد المحتاجين بشكل مباشر، وبالنسبة لي كنت أقتبس دائما من خبرات الشيخ وهيب وآرائه النيرة، لاشك أننا خسرنا رجلاً كبيرا من أعلام الوطن وأملنا أن يظهر جيل في الوطن يواصل المسيرة بدوره يقول المستشار مصطفى صبري "بحكم عملي لـ 26 عاما في الغرفة قابلت الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) في عديد من الاجتماعات ويتصف بالحكمة والعقلانية والفكر الثاقب ويتميز بآرائه الاقتصادية التي تستشرف آفاق المستقبل، ويتميز بالذكاء الفطري الاقتصادي ومستوى الخلق والتواضع الجم، لم تفقده جدة لوحدها بل الوطن كاملاً، وفقده الفقراء والمحتاجون والأرامل والمرضى لأنه كانت له أياد بيضاء كثيرة لا يعلم عنها أحد وهو رجل لا يتحدث إطلاقاً عن أعمال الخير التي كان يقوم بها والمبالغ التي كان ينفقها شهريا، كان دائما موفقا للخير ويتوسط في الخير ويسعى ويوظف علاقاته للتوسط في أعمال الخير وخدمة المحتاجين الشيخ وهيب خسارة للوطن ونحن نأمل أن يزخر الوطن بأمثاله ويواصلوا مسيرته العطرة في السياق ذاته، قال الكاتب المعروف عبدالله باجبير: " خسارة الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) كبيرة على المجتمع الاقتصادي في المملكة، وبالتأكيد فقدنا رمزا من الرموز الكبيرة في مدينة جدة، رجل كان له دور وإسهامات كبيرة في خدمة مجتمعه. بالنسبة لي كان صديقا ومستشارا وحبيبا وقريبا مني لأبعد الحدود، التواضع كان السمة الغالبة على طبع الشيخ وهيب وكل من يعرفه لا يشعر إطلاقا بأنه غريب لأنه اجتماعي بطبعه، وكانت الحكمة واضحة عليه في آخر زيارة قام بها إلى جدة قبل أسبوعين ووصف فهد العيسائي نائب رئيس مجلس إدارة شركة العيسائي الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) بأنه الأستاذ والقدوة الذي تعلمنا على يديه الكثير من الأمور المتعلقة بالشأن الاقتصادي في المملكة وفي مدينة جدة على وجه التحديد، والذي طالما استفدنا من نصائحه، ويتميز بأعماله الخيرية التي يقوم بها على الدوام ودونما تظاهر أو تظاهر منه، كما أن تواضعه قربه من جميع الناس الذين أحبوه كما أحبهم من جانبه عبر عبدالحكيم السعدي مساعد مدير عام شركة العيسائي عن حزنه العميق لفقد رجل بمقام الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله)، وقال: "فقدنا رجلا كبيرا بعطائه وحضوره وخدماته وإنسانيته، رجلا أحب الناس وخدم المجتمع وحرص على الترابط والتآخي مع الجميع، رجلا يحمل تاريخا كبيرا من العطاء في الخدمات التجارية والاجتماعية، وخدم مجتمع المال والأعمال بعلمه، وكان له حضوره المميز في مجالس الشركات والمؤسسات المالية

مختصون: دعوة "أكبر حام" للمسيحية تسهل اعتماد تشريعات التمويل الإسلامي في الغرب

قالوا إنها تزيل الاحتقان الذي رافق انتشار الصيرفة الإسلامية متابعة: عبد الهادي حبتور من جدة ومهدي ربيع من البحرين أكد مختصون في صناعة المال الإسلامية أن دعوة الفاتيكان الأخيرة البنوك الغربية إلى النظر بتمعن في النظام الإسلامي ومبادئه الأخلاقية يمثل أمراً إيجابياً ويدفع نحو التقاء جميع الديانات السماوية على أصول مشتركة تنقذ البشرية من المآسي والكوارث التي تعانيها. وأوضح المختصون أن هذه الدعوة من شأنها أن تزيل الاحتقان الذي رافق انتشار الصيرفة الإسلامية في الغرب، وإيقاف الدعوات اليمينية المتطرفة التي تدعي أن انتشار الصيرفة الإسلامية يمثل (أسلمة) لتلك المجتمعات، ولو كان ذلك صحيحاً لما دعا أكبر حام للمسيحية في العالم إلى تطبيق مبادئ النظام المالي الإسلامي. واتفق عدد من المتخصصين في الصيرفة الإسلامية على أن دعوة الفاتيكان سيكون لها تأثير إيجابي لدى صناع القرار الغربيين ولا سيما من حيث تسهيل اعتماد التشريعات الاقتصادية الخاصة بالتمويل الإسلامي في اقتصاديات تلك الدول الغربية، نظرا لما يملكه (الفاتيكان) من تأثير في الساحة العالمية، مشددين على أن هذه الدعوة تصب في مصلحة حوار الحضارات والديانات الذي بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. قال الدكتور محمد القري أستاذ الاقتصاد الإسلامي والفقيه العالمي المعروف, إن دعوة الفاتيكان تمثل اتجاها إيجابيا جدا وتثبت أن الربا الذي حرمه القرآن أمر متفق عليه في الديانة المسيحية التي تحرمه أيضاً، واستطرد القري "استطاع المسلمون أن يثبتوا أن نظامهم المالي عالمي ومن حقهم أن يفتخروا به، الفاتيكان يمد يده إلينا ويجب علينا أن نقابله بالامتنان والشكر". صورة ضوئية من خبر صحيفة " النهار الجديد" الجزائرية التي نقلت الخبر عن "الاقتصادية" إلى جانب وسائل إعلام صينية وتركية
وفي غضون ذلك، يشير الدكتور سامي السويلم خبير الاقتصاد الإسلامي في البنك الإسلامي للتنمية, أن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد الإٍسلامي متفق عليها في كل الأديان مثل تحريم الربا والميسر ووجوب إنظار المعسر، مبدياً عدم استغرابه لدعوة الفاتيكان للنظر في النظام المالي الإسلامي من هذه الزاوية، وأضاف "الدعوة مؤشر إيجابي واعتراف بوجود خلل كبير في النظام المالي العالمي ووجوب تعاون جميع الحضارات والديانات لمعالجته".وتوقع السويلم أن تستقبل البنوك الغربية الدعوة بإيجابية, لافتاً إلى أن الغرب يقوم على العلمانية, وهذه البنوك لديها علم مسبق بتحريم الربا وغيره من الأمور الأساسية وفقاً لدياناتهم وأنهم يخالفون ذلك، وتابع "لكن الدعوة الأخيرة بلا شك ستؤثر في صناع القرار بحكم ما يمتلكه الفاتيكان من تأثير كبير في الساحة العالمية، كما أن الدعوة تتماشى مع دعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات والديانات ومحاولة الوصول إلى أصول مشتركة للتعايش بين البشرية". إلى ذلك، أفاد لاحم الناصر الخبير في المصرفية الإسلامية بأن دعوة الفاتيكان هي آخر وأقوى الدعوات التي تدل على أن منهج المصرفية الإسلامية أخلاقي وعالمي يتوافق مع جميع أصحاب الأديان الأخرى، وقال "نظام الصيرفة الإسلامية صالح للتطبيق في جميع الديانات مع عدم تعارضه مع تلك الديانات، وإلا لن يدعو إليه أكبر حام للمسيحية في العالم". وعدّ الناصر هذه الدعوة رداً على من يرى أن استخدام الصيرفة الإسلامية يعد (أسلمة) للمجتمعات، وأضاف "هذه الدعوة تدحض مثل هذه الادعاءات المزيفة، وأعتقد أنها ستزيل الاحتقان الذي صاحب انتشار الصيرفة الإسلامية في الغرب وتؤدي إلى قبول تطبيق النظام المالي الإسلامي، كما أن هذه الدعوة تشكل عائقاً ومعطلاً لليمين المتطرف الذي يسعى عن طريق حملات منظمة إلى إيقاف انتشار المصرفية الإسلامية". من جانبه، وصف الشيخ نظام يعقوبي أحد أبرز فقهاء الصيرفة الإسلامية ورئيس وعضو لجان شرعية في عدة المصارف الإسلامية، كلام "الفاتيكان" بأنه دعوة إيجابية "نتلقاها بأفضل منها، لأن الله تعالى يقول "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"، مضيفا: "صحيح أن الصيرفة الإسلامية صادرة عن الفقه الإسلامي لكنها مفتوحة للجميع". وتابع "إننا نريد التعاون مع جميع الأديان السماوية في محاربة الربا وحماية أموال الناس واستثمارها بشكل ديني وأخلاقي"، مشيراً إلى أن موافقة سلطة دينية عليا للديانة الكاثوليكية على تطبيق القواعد المالية الإسلامية ستعزز مسار حوار الأديان وتوسع مساحة التعامل مع العمل المصرفي الإسلامي في الغرب إذا ما تبنت البنوك الغربية وجهة نظر الفاتيكان. وأكد يعقوبي أن عديدا من الناس الذين هم على غير الديانة الإسلامية يتعاملون مع الصناعة المصرفية الإسلامية في بعض الدول الأوروبية، بيد أن كلام "الفاتيكان الأخير"، سيشجع على التعاطي الإيجابي معها ويفتح الباب لاستقطاب عملاء جدد لهذه الصناعة