الأحد، 15 مارس 2009

مختصون: دعوة "أكبر حام" للمسيحية تسهل اعتماد تشريعات التمويل الإسلامي في الغرب

قالوا إنها تزيل الاحتقان الذي رافق انتشار الصيرفة الإسلامية متابعة: عبد الهادي حبتور من جدة ومهدي ربيع من البحرين أكد مختصون في صناعة المال الإسلامية أن دعوة الفاتيكان الأخيرة البنوك الغربية إلى النظر بتمعن في النظام الإسلامي ومبادئه الأخلاقية يمثل أمراً إيجابياً ويدفع نحو التقاء جميع الديانات السماوية على أصول مشتركة تنقذ البشرية من المآسي والكوارث التي تعانيها. وأوضح المختصون أن هذه الدعوة من شأنها أن تزيل الاحتقان الذي رافق انتشار الصيرفة الإسلامية في الغرب، وإيقاف الدعوات اليمينية المتطرفة التي تدعي أن انتشار الصيرفة الإسلامية يمثل (أسلمة) لتلك المجتمعات، ولو كان ذلك صحيحاً لما دعا أكبر حام للمسيحية في العالم إلى تطبيق مبادئ النظام المالي الإسلامي. واتفق عدد من المتخصصين في الصيرفة الإسلامية على أن دعوة الفاتيكان سيكون لها تأثير إيجابي لدى صناع القرار الغربيين ولا سيما من حيث تسهيل اعتماد التشريعات الاقتصادية الخاصة بالتمويل الإسلامي في اقتصاديات تلك الدول الغربية، نظرا لما يملكه (الفاتيكان) من تأثير في الساحة العالمية، مشددين على أن هذه الدعوة تصب في مصلحة حوار الحضارات والديانات الذي بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. قال الدكتور محمد القري أستاذ الاقتصاد الإسلامي والفقيه العالمي المعروف, إن دعوة الفاتيكان تمثل اتجاها إيجابيا جدا وتثبت أن الربا الذي حرمه القرآن أمر متفق عليه في الديانة المسيحية التي تحرمه أيضاً، واستطرد القري "استطاع المسلمون أن يثبتوا أن نظامهم المالي عالمي ومن حقهم أن يفتخروا به، الفاتيكان يمد يده إلينا ويجب علينا أن نقابله بالامتنان والشكر". صورة ضوئية من خبر صحيفة " النهار الجديد" الجزائرية التي نقلت الخبر عن "الاقتصادية" إلى جانب وسائل إعلام صينية وتركية
وفي غضون ذلك، يشير الدكتور سامي السويلم خبير الاقتصاد الإسلامي في البنك الإسلامي للتنمية, أن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد الإٍسلامي متفق عليها في كل الأديان مثل تحريم الربا والميسر ووجوب إنظار المعسر، مبدياً عدم استغرابه لدعوة الفاتيكان للنظر في النظام المالي الإسلامي من هذه الزاوية، وأضاف "الدعوة مؤشر إيجابي واعتراف بوجود خلل كبير في النظام المالي العالمي ووجوب تعاون جميع الحضارات والديانات لمعالجته".وتوقع السويلم أن تستقبل البنوك الغربية الدعوة بإيجابية, لافتاً إلى أن الغرب يقوم على العلمانية, وهذه البنوك لديها علم مسبق بتحريم الربا وغيره من الأمور الأساسية وفقاً لدياناتهم وأنهم يخالفون ذلك، وتابع "لكن الدعوة الأخيرة بلا شك ستؤثر في صناع القرار بحكم ما يمتلكه الفاتيكان من تأثير كبير في الساحة العالمية، كما أن الدعوة تتماشى مع دعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات والديانات ومحاولة الوصول إلى أصول مشتركة للتعايش بين البشرية". إلى ذلك، أفاد لاحم الناصر الخبير في المصرفية الإسلامية بأن دعوة الفاتيكان هي آخر وأقوى الدعوات التي تدل على أن منهج المصرفية الإسلامية أخلاقي وعالمي يتوافق مع جميع أصحاب الأديان الأخرى، وقال "نظام الصيرفة الإسلامية صالح للتطبيق في جميع الديانات مع عدم تعارضه مع تلك الديانات، وإلا لن يدعو إليه أكبر حام للمسيحية في العالم". وعدّ الناصر هذه الدعوة رداً على من يرى أن استخدام الصيرفة الإسلامية يعد (أسلمة) للمجتمعات، وأضاف "هذه الدعوة تدحض مثل هذه الادعاءات المزيفة، وأعتقد أنها ستزيل الاحتقان الذي صاحب انتشار الصيرفة الإسلامية في الغرب وتؤدي إلى قبول تطبيق النظام المالي الإسلامي، كما أن هذه الدعوة تشكل عائقاً ومعطلاً لليمين المتطرف الذي يسعى عن طريق حملات منظمة إلى إيقاف انتشار المصرفية الإسلامية". من جانبه، وصف الشيخ نظام يعقوبي أحد أبرز فقهاء الصيرفة الإسلامية ورئيس وعضو لجان شرعية في عدة المصارف الإسلامية، كلام "الفاتيكان" بأنه دعوة إيجابية "نتلقاها بأفضل منها، لأن الله تعالى يقول "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"، مضيفا: "صحيح أن الصيرفة الإسلامية صادرة عن الفقه الإسلامي لكنها مفتوحة للجميع". وتابع "إننا نريد التعاون مع جميع الأديان السماوية في محاربة الربا وحماية أموال الناس واستثمارها بشكل ديني وأخلاقي"، مشيراً إلى أن موافقة سلطة دينية عليا للديانة الكاثوليكية على تطبيق القواعد المالية الإسلامية ستعزز مسار حوار الأديان وتوسع مساحة التعامل مع العمل المصرفي الإسلامي في الغرب إذا ما تبنت البنوك الغربية وجهة نظر الفاتيكان. وأكد يعقوبي أن عديدا من الناس الذين هم على غير الديانة الإسلامية يتعاملون مع الصناعة المصرفية الإسلامية في بعض الدول الأوروبية، بيد أن كلام "الفاتيكان الأخير"، سيشجع على التعاطي الإيجابي معها ويفتح الباب لاستقطاب عملاء جدد لهذه الصناعة

ليست هناك تعليقات: