إعمار: لا تأخير في مشاريع المدينة بفعل الأزمة العالمية
عبد الهادي حبتور من جدة
أكد لـ "الاقتصادية" فهد بن عبد المحسن الرشيد الرئيس التنفيذي لشركة إعمار "المدينة الاقتصادية"، أن الأعمال الإنشائية والمشاريع القائمة في المدينة تسير وفقاً للخطط الموضوعة لها سلفاً ولا يوجد أي إيقاف أو تأجيل لأي منها بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية كما نشر في بعض وسائل الإعلام. وأوضح الرشيد أن "إعمار" ستطرح مشروع بناء الميناء البحري خلال أسابيع قليلة من الآن حيث من المقرر وضع المناقصة أمام المستثمرين خلال نيسان (أبريل) المقبل، على أن يتم بدء تشغيل المرحلة الأولى عام 2012 بطاقة استيعابية 1.7 مليون حاوية شحن، ثم يلحق ذلك توسعة تجعل الطاقة الاستيعابية تصل إلى خمسة ملايين حاوية بحلول 2015. وأشار الرئيس التنفيذي على هامش الندوة التي عقدت في غرفة جدة أمس تحت عنوان "الفرص الاستثمارية المتاحة ومزايا الاستثمار في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية" إلى أن مشروع المدينة لم يأت من فراغ، وإنما جاء بناء على احتياجات المملكة التي تتميز باحتلالها موقعاً جغرافياً مهما على البحر الأحمر ووسط 300 مليون مستهلك يمكن الوصول إليه خلال ساعة واحدة فقط، كما أن الطاقة الاستيعابية لميناء جدة الإسلامي لا يمكنها تغطية حجم التجارة الكبير بين الشرق والغرب ولهذا كان لابد من إيجاد حل جذري لهذا الأمر.
ولفت فهد الرشيد إلى أن أكثر من 45 في المائة من سكان السعودية هم أقل من 15 سنة، 10 في المائة فقط منهم يمتلكون مساكن خاصة، فيما هناك حاجة إلى 1.3 مليون وحدة سكنية حتى 2015، إلى جانب خمسة ملايين فرصة عمل تحتاج إليها السعودية حتى 2020.
وبيّن الرشيد أن إعمار المدينة الاقتصادية منذ بداية العمل فيها في أيلول (سبتمبر) 2006 وظفت ما يربو على 270 موظفاً محلياً وأجنبياً ذوي كفاءات عالية جداً 60 في المائة منهم سعوديون، واعداً بأن يتم توظيف ما يقارب 1800 موظف بحلول العام المقبل.
وأوضح أن مبيعات الوحدات السكنية في المدينة بلغ حتى الآن ملياري ريال وتم تسليم أول دفعة من هذه الوحدات والأراضي الصناعية في منتصف الشهر الحالي.
وأوضح الرئيس التنفيذي عن زيادة في العقود الإنشائية خلال عام 2008 بمعدل 80 في المائة بقيمة 4.9 مليار ريال، إضافة إلى أن هناك أكثر من 200 مستثمر تقدموا للحصول على 13 مليون متر مربع وهو ضعف المساحة المتاحة حالياً، تم اعتماد 41 مستثمراً منهم وتأجير الأراضي الصناعية لهم، على أن يتم استكمال دراسة البقية خلال الفترة المقبلة.
وشدد الرشيد على أهمية توفير البنية التحتية الملائمة لاستقطاب المستثمرين والشركات العالمية من خلال توفير مساكن لكافة شرائح المجتمع في المدينة، إلى جانب المرافق الاجتماعية كالتعليم والصحة والترفيه وغيرها، مشيراً إلى أنهم وقعوا مع شركة الكهرباء لربط المدينة بالشبكة الرئيسية قريباً.
وأفاد فهد الرشيد إلى أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية توفر ألفي وحدة سكنية لذوي الدخل المرتفع وهي تحت الإنشاء حالياً، وسيتم البدء في تنفيذ وحدات سكنية لذوي الدخل المتوسط خلال ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى وحدات سكنية لذوي الدخل المحدود تتسع لـ 60 ألف ساكن وبأسعار لا تتجاوز 500 ألف ريال وربما أقل، مؤكداً أن 60 في المائة من الوحدات السكنية في المدينة خصصت لذوي الدخل المتوسط والمحدود.
كما أن "إعمار" تتفاوض حالياً لبناء قريتين للعمال تتسع لعشرة آلاف عامل على الأقل لتوفير البيئة المناسبة للمستثمرين في المدينة، وقامت المدينة بتوفير خمسة آلاف منحة دراسية لأهالي المنطقة للتدريب والتأهيل حتى يسهموا في عمليات بناء المدن الاقتصادية.
وفيما يخص التعليم قال الرشيد إن أول جامعة في المدينة ستفتتح في عام 2011، مبيناً أن هناك عدداً من الجامعات العالمية أبدت الرغبة في الاستثمار، كما أن أول مدرسة (أكاديمية العالم) ستبدأ نشاطها خلال شهر أيلول (سبتمبر) من العام الجاري.
ولفت الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية إلى أن أول مركز للرعاية الصحية في المدينة سيفتح أبوابه في نهاية عام 2009، وسيتم الانتهاء من إنشاء مدينة للتدريب وافتتاحها في عام 2011.
وعبّر الرشيد عن اعتزاز مدينة الملك عبد الله الاقتصادية لاستضافة الدورة 27 لمنظمة InterAction Council في شهر أيار (مايو) المقبل بحضور أكثر من 28 رئيس دولة وحكومة من مختلف أنحاء العالم، حيث يقدمون نصائحهم للرؤساء الحاليين في جميع القضايا الشائكة التي يعيشها عالم اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق