الأحد، 1 مارس 2009

الأزمة العالمية تجبر شركة أمريكية على إعادة دراسة مشروعها السكني في الرياض

عبدالهادي حبتور من جدة أجبرت الأزمة المالية العالمية إحدى الشركات الأمريكية العاملة في السعودية إلى تعديل خططها ودراساتها لأحد المشاريع العملاقة الذي تقوم بتنفيذه في مدينة الرياض بتكلفة 11 مليار دولار، حيث تم تغيير طول المباني وخفض عدد الأدوار، إلى جانب تصغير أحجام الغرف والمكاتب إلى مقاسات أصغر وفقاً للطلب المتوقع عليها في الفترة المقبلة. وكشف لـ "الاقتصادية" شريف الفار مدير عام شركة (Torti Gallas And Partners) المتخصصة في تخطيط وبناء المجمعات السكنية أن التوقعات التي وضعت لأحد المشاريع الذي تنفذه الشركة في مدينة الرياض ويبعد نحو 20 كيلو متراً منها قد اختلفت بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية وما أفرزته على الأسواق العالمية واقتصاديات الدول المختلفة، وأضاف "لاشك أن توقعاتنا قد اختلفت عنها في السابق، فالأزمة العالمية أجبرتنا على تغيير بعض خططنا ودراساتنا الموضوعة لإنشاء مدينة متكاملة تبنى على مدى 20 عاماً ويقطنها ما يقارب 200 ألف نسمة، ويتمثل التغيير في تغيير طول البنايات وخفض عدد الأدوار إلى أعداد أقل، كما قمنا بتغيير أحجام الغرف والمكاتب لتكون أصغر حجماً وفقاً للطلب المتوقع للسوق، لأن الأزمة جعلت من كان يريد أن يشتري شقة 400 متر مربع يفكر اليوم في شراء 200 متر مربع سعياً للترشيد". وقال شريف الفار على هامش اللقاء الذي عقد أمس في غرفة جدة جمع أكثر من ثماني شركات أمريكية متخصصة في مجال المقاولات والعقارات مع نظرائهم السعوديين إن تكلفة مشروع الواصل تقدر بـ 11 مليار دولار لمدة 20 سنة، لافتاً إلى أن العمل بدأ في المشروع وتم وضع البنية التحتية وإنشاء الطرق وتقسيم الأراضي، وتابع "صمم المشروع ليكون مدينة عصرية متكاملة ويتنوع فيها الطابع العمراني والهندسي في الوقت نفسه، حيث يعمل عدد كبير من المهندسين في المشروع وتم استغلال أكثر من ثلاثة أودية في المنطقة التي يقع فيها لتكون مناظر طبيعية خلابة وستضم المدينة حي للأعمال ومكاتب تجارية متنوعة وأحياء سكنية تحوي عمارات وأبراجا وفللا". من جانبه قال إدوارد بريتون رئيس مجلس التنسيق السعودي الأمريكي إن حجم السوق السعودية جعل الشركات الأمريكية تتوجه نحوه للفوز بعدد من المشاريع التنموية الكبيرة التي تقوم بتنفيذها الحكومة السعودية حالياً، وأشار "نرى أن الوقت مناسب جداً لدخول الشركات الأمريكية للاستثمار في السعودية، لما يتمتع به الاقتصاد السعودي من قوة ومتانة، ونلحظ اليوم أن السعودية من أقل الدول تأثراً بالأزمة المالية العالمية وهو ما يحفز الشركات الأمريكية للتوجه إليه، كما يجب أن ندرك أن معظم هذه الشركات اضطرت إلى مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ما تعرضت له من خسائر هناك، وهي فرصة ذهبية لها لدخول السوق السعودية".

ليست هناك تعليقات: