يصلى علية بعد صلاة الظهر في مسجد الجفالي .. ويوارى جثمانه الثرى اليوم
عبدالهادي حبتور من جدة
يوارى في الثرى اليوم في جدة رجل الأعمال الفقيد وهيب بن سعيد بن زقر الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى عن عمر يناهز 75 عاما، وسيؤدي كبار المسؤولين ورجال الأعمال وأعيان منطقة مكة المكرمة الصلاة على الفقيد في جامع الجفالي بعد صلاة ظهر اليوم. ويتقبل أشقاؤه فيصل، محمد وعبد الله، وابنه عبيد العزاء في منزل عائلة بن زقر في طريق المدينة مقابل المكتب الخاص لأمير منطقة مكة المكرمة اعتبارا من بعد مغرب اليوم السبت ولمدة ثلاثة أيام، كما ستتقبل شقيقاته العزاء في الفقيد في دارهم في طريق المدينة. ويحسب للفقيد وهيب بن زقر أنه أحد رواد تطوير العمل التجاري والمصرفي في السعودية، وترأس الفقيد مجلس إدارة بيت بن زقر على مدى خمسة عقود من الزمن، كما تولى مجلس إدارة بنك القاهرة السعودي، وترأس مجلس إدارة صدق، وكان أول رئيس لمجلس إدارة الشركة، اضافة الى رئاسة عديد من الشركات السعودية والعربية والدولية وعضوية عديد من المجالس الاقتصادية والاجتماعية، كما تولى أمانة مدينة جدة، ويعد أحد المؤسسين لجامعة الملك عبد العزيز في جدة. من جهة ثانية, نعى الوسط الاقتصادي في جدة وفاة الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) رئيس بيت بن زقر، وأعرب رجال الأعمال في حديث مع " الاقتصادية" عن عميق الأسى والحزن لوفاته، مؤكدين أن السعودية فقدت بوفاته أحد رجالاتها المخلصين البررة، لما عرف عنه من تفان في عمله وفي المناصب التي تسلمها خلال حياته الحافلة بالإنجازات الطيبة.
واستعرض رجال الأعمال وكبار المسؤولين مناقب الفقيد مشيرين إلى أنه كان من أشد المدافعين عن المال العام، وأن ما قام به خلال حياته سيكون عبرة للأجيال المقبلة. وقالوا إن وهيب بن زقر كان ذا سمعة طيبة ونزاهة وأمانة، وأنه أضاف كثيرا للعمل التجاري ودور المؤسسات في الخدمات الاجتماعية والإنسانية. وعبر عدد من رجال أعمال والمعاصرون للشيخ وهيب عن بالغ حزنهم بفقد أحد أعمدة مدينة جدة الاقتصادية، مشيدين بمناقب الفقيد وخدماته وتاريخه الحافل بالعطاء ووصف الشيخ خالد الجفالي، الفقيد وهيب بن زقر رحمه الله بأنه رجل عطاء كبير، إذ كان يحرص على تفعيل دور ومساهمة رجال الأعمال في خدمة الوطن في عديد من القضايا الاقتصادية والخدمات الاجتماعية. وأشار الشيخ خالد الجفالي إلى حنكة الشيخ وهيب بن زقر وعطائه وخدماته وتفاعله في المجتمع وحبه للعمل الاجتماعي من خلال رئاسته عديدا من اللجان الاقتصادية والاجتماعية والتي شاركه فيها الشيخ خالد الجفالي، وقال: "عملت مع الفقيد في عديد من اللجان التي رأسها، وكان يرحمه الله حريصا على تفاعل الجميع في خدمة الوطن، مضيفا بقوله " له حضور مميز بين رجال الأعمال نظرا لما يتمتع به من حب وتقدير وطيبة قلب بينهم، ويحسب للفقيد تفاعله في المنتديات الاقتصادية إيمانا منه بدور رجل الأعمال في خدمة الوطن، وأضاف: " المجتمع الاقتصادي فقد واحدا من أكبر الرجال بعطائه وتفاعله وسيرته العطرة، وأسأل الله أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته. في حين اعتبر الشيخ محمد عبدالله شربتلي أن جدة فقدت واحدا من أكبر رجالتها بعطائه المتدفق، والذي يحمل فكرا متميزا راقي الأسلوب، متفهما لواقع ومشكلات وقضايا الوطن، وصاحب مكانة كبيرة في المجتمع لما يتمتع به من حب وتقدير، مضيفا بقوله: "وهيب رحمه الله رجل اقتصادي من الطراز النادر، وركن من أركان الاقتصاد في جدة، كان له دور بارز وفعال في الغرفة التجارية ومجتمع الأعمال في مدينة جدة، فقدناه وهو دائما مرجع لرجال الأعمال في كثير من المعوقات التي تواجههم، فتجده يدافع عنهم ويجمعهم ويحل مشاكلهم، لاشك أن جدة فقدت أحد رجالها الأوفياء". من جانبه، قال رجل الأعمال صالح التركي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في جدة: "كان الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) أستاذنا وقدوتنا الذي تعلمنا على يديه الكثير من الأمور المتعلقة بالشأن الاقتصادي في المملكة وفي مدينة جدة على وجه التحديد، وهيب بن زقر بالنسبة لي الأخ والمعلم والصديق الذي طالما استفدت من نصائحه، سواء على الجانب الشخصي في أعمالي التجارية، أو نصائحه السديدة لنا في الغرفة التجارية، وهو من تبناني وطلب مني الترشح لرئاسة الغرفة وقال إن هناك الكثير تستطيع عمله للقطاع الخاص". ويضيف التركي "عندما نتحدث عن وهيب بن زقر لابد وأن نتعرف على وهيب الإنسان صاحب الأعمال الاجتماعية التي لا تعد، وأكثرها لا يعلم به كثير من الناس، كان جل وقته مخصص للأعمال الاجتماعية وقد يكون مفاجئا للناس إذا قلت إن وهيب بن زقر طلب منه موعدا ما من أحد الأشخاص أمامي، وعندما فتح دفتر مواعيده وجد أنه مشغول لمدة سنتين كلها مناسبات اجتماعية، لقد أعطى الشيخ وهيب الكثير دون أن ينتظر الآخرين، وهو السباق دائما لعمل الخير، وعمل على ترسيخ هذا المفهوم لدى مجتمع الأعمال في مدينة جدة". ويضيف قائلا: "من المواقف التي لن أنساها مع الشيخ وهيب (يرحمه الله)، هو سفرنا لمدة تتجاوز الـ 24 ساعة متواصلة متنقلين بين عدة دول، وعند وصولنا للنقطة الأخيرة للرحلة طلبت منه أن نرتاح ليومين على الأقل، إلا أنه قال لي تستطيع الراحة في بيتك ومع أولادك وانطلقنا في اليوم التالي عائدين للمملكة، لقد كان رجلا عمليا إلى أبعد الحدود". في الشأن ذاته، قال رجل الأعمال علي باسمح: " فقدنا رجلا كبيرا بعطائه وحضوره وخدماته وإنسانيته، رجلا أحب الناس وخدم المجتمع وحرص على الترابط والتآخي مع الجميع، رجلا يحمل تاريخا كبيرا من العطاء في الخدمات التجارية والاجتماعية، وخدم مجتمع المال والأعمال بعلمه، وكان له حضوره المميز في مجالس الشركات والمؤسسات المالية، إنها لحظات حزينة ولا نملك إلا القول إنا لفراقك لمحزونون ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه ومحبيه وأصدقاءه الصبر والسلوان". عبد الخالق سعيد، رجل الأعمال، قال إن الفقيد وهيب بن زقر مدرسة يجب أن يتم الاستفادة من كل الأفكار والآراء التي كان يطرحها وتوثيقها لينتفع بها الجيل القادم، لاسيما أولئك الذين ينوون اقتحام مجال التجارة والأعمال، والذين ستكون مدرسة وهيب بن زقر الخط الواضح الذي سيفتح أمامهم أبواب العمل الحر بكل سهولة". وأوضح رجل الأعمال عبدالله سلسلة أن الشيخ وهيب (يرحمه الله) كان أحد الرجال القلائل الذين عرفتهم مدينة جدة، وهو اقتصادي ناجح بكل المقاييس، حيث ترأس الدائرة الاقتصادية في منطقة مكة المكرمة التي أسهمت في تنمية عديد من المشاريع والأعمال الخدمية لأهالي المنطقة، وهو ذو فكر عال متميز وخططه وأفكاره نيره يمتلك علاقات عامة مميزة، لا يمكننا حصر أعمال الشيخ وهيب في سطور قليلة". وأردف سلسلة "عند زيارته الأخيرة إلى جدة قبل أسبوعين تقريبا كنت ضمن مستقبليه في المطار، ورغم اعتلال صحته إلا أنه كان حاضر الذهن كل أسئلته محصورة عن مدينة جدة والوطن وما يحدث فيه من تنمية ونهضة اقتصادية شاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين". فيما عبر محمد عبد القادر الفضل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة عن حزنه برحيل شخصية عظيمة مثل وهيب بن زقر وقال: "كان الشيخ وهيب أستاذنا جميعا، لم نلق منه سوى التشجيع والتحفيز المتواصل للمضي قدما في تنمية وخدمة الوطن، استفدنا من خبرته الطويلة المتراكمة حيث ترأس عديدا من مجالس الإدارات التجارية والخدمية، ولم يبخل على أحد بالنصح والمساعدة والتوجيه، كان تعامله كالمعلم مع طلابه، وهذا ليس بغريب على أحد أعرق البيوت التجارية المعروفة في مدينة جدة وهو بيت بن زقر، ولن نوفيه حقه عندما نتحدث عن خدماته الاجتماعية الظاهرة دون الخافي منها والذي لا يعلم عنه أحد، حيث إنه سخر معظم وقته للخدمات الاجتماعية والإنسانية في منطقة مكة المكرمة، كما أنه أعطى كل وقته لمجتمع جدة وقدم كثيرا من الاستشارات والآراء ذات النظرة الثاقبة والبعد في النظر. ويقول رجل الأعمال نجيب العيسى "في الواقع الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) كان رجلا فاضلا واقتصاديا معروفا، وهو من الرعيل الأول الذين عرفتهم مدينة جدة والمؤسسين للتجارة في المدينة، دائماً عرف عنه العمل من خلف الأضواء ولا يحب التحدث عن نفسه كثيرا، ولا يمكن أن ننسى ما قام به مع الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز (يرحمه الله) في تأسيس الدائرة الاقتصادية والجهود التي بذلوها لتنمية منطقة مكة المكرمة". كما أن وهيب بن زقر عمل الكثير للغرفة التجارية الصناعية في جدة، وقام بإنشاء صناعة متطورة وقوية في جدة، كان متفائلا، وفي زيارته الأخيرة إلى جدة أشاد بالتغير الإيجابي في الوضع الاقتصادي في المملكة، وما حدث من تغييرات وزارية تصب في مصلحة خدمة المواطن بالدرجة الأولى. من جانبه, قال رجل الأعمال إبراهيم محمد سعيد شمس، إن جدة فقدت ابنا بارا من أبنائها أحبها فأحبته، كما خسر محبوه أخا وصديقا يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، كان على خلق، وكان اتصالي به مستمرا منذ أيام الدراسة والجوار، محبا للخير، ولا يألو جهدا في تقديم أي مساعدة تطلب منه سواء بعلاقاته الكثيرة أو بنصائحه التي تنبع من علم ومعرفة حباه الله إياها، كان رجلا مخلصا صريحا لا يخشى في الحق لومة لائم. في آخر مكالمة معه أثناء وجوده في جدة، كان يشعر بدنو أجله والآجال بيد الله سبحانه وتعالى، ولكنه كان متماسكا ذا عزيمة قوية. رحم الله أخانا وهيب وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه من أعمال جليلة في موازين حسناته، وألهم ابنه وإخوانه وأخواته وزوجته وأهله وذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان. في حين قال رجل الأعمال المهندس عبد العزيز حنفي: "لقد فقدنا وهيب بن سعيد بن زقر يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته، وهو من التجار القلائل الذين يتمتعون بالشخصية الحسنة والتقدير من الجميع والقطاعين العام والخاص ونجح بامتياز فيها. ولكن سمعته كتاجر "وهذا ما كان يحب أن يسمي نفسه إذ دائما ما كان يقول: "أنا تاجر" ونعم التاجر الأمين الصادق في معاملته وحسن أخلاقه المعروف بها، كان متواضعا جدا ويشارك أصحابه ومعارفه أفراحهم وأحزانهم، ومن منا لم يتابع مقالاته في صحيفة "الاقتصادية"، كانت مقالات دسمة وتؤدي رسالة، ولذلك كنت أحرص على قراءتها، وعندما حضر يرحمه الله قبل شهر كأنها كانت زيارة وداع للأهل والأصحاب، فقد حرص على مقابلة جميع أصحابه وأصدقائه، صغيرهم وكبيرهم، عزاؤنا في تحمل أشقائه وعلى رأسهم أخي فيصل بن زقر، وأن يبقى بيت زقر البيت التاجر الرائد في المملكة بما يقدمه للاقتصاد الوطني، وما يوفر من فرص عمل لأبنائنا وبناتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق