صالح كامل : بعض مديري المصارف لا يفقهون شيئاً في الاقتصاد الإسلامي
عبد الهادي حبتور من جدة
حمّل صالح عبدالله كامل رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة بشدة على البنوك والمؤسسات الإسلامية واصفاً إياها بأنها نجحت من خلال الكم في ظل وجود أكثر من 400 مليار دولار لصناعة المصرفية الإسلامية، و350 بنك ومؤسسة مالية إسلامية حول العالم، مؤكداً أن هذه البنوك والمؤسسات لم تضف شيئاً حقيقياً للمجتمعات الإسلامية وتنميتها.
وقال كامل الذي كان يتحدث على هامش اللقاء الذي عقد يوم أمس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة إن معظم البنوك الإسلامية اليوم قد تحولت مسيرتها إلى تجارة متجاهلة الرسالة الأسمى التي يجب تحقيقها أثناء تعاملاتها. وأضاف "ليس عيباً أن تسعى هذه البنوك والمؤسسات المالية للتجارة والربح، لكن ذلك ينبغي ألا يكون على حساب رسالتها، فلدينا منهج اقتصادي فيما إذا تم تطبيقه لأصبح هدية للبشرية جمعاء، والبنوك الإسلامية هي رسالة ونظام يختلف تماماً عن النظام التقليدي الموجود ولا تعتمد بأي حال من الأحوال على تغيير الألفاظ فقط".
وشكك رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة في سعي بعض البنوك الإسلامية في تطبيق الاقتصاد الإسلامي السليم وفقاً لمقاصده ومآله وآليته، وتابع "من المهازل التي نجد بعض البنوك تقوم بها اليوم هي التعامل المزدوج بحيث يقدمون للعميل منتجات تقليدية، وأخرى إسلامية ويتركون له الخيار، وهذا يدل على عدم اقتناع منهم في المقام الأول بالعمل وفقاً للنظام الإسلامي".
كما اتهم صالح كامل بعض مجالس الإدارات والمديرين التنفيذيين في بعض البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية بأنهم لا يفقهون شيئاً في الاقتصاد الإسلامي ولا يمت أي منهم للمصرفية الإسلامية بصلة، وأردف "كثير من إدارات البنوك التنفيذية تجهل مبادئ وأسس الاقتصاد الإسلامي، لأنهم لم يدرسوه في الأصل ولم يتلقوا دورات تدريبية في هذا المجال، كما أن البعض منهم جاء من خلفيات تقليدية وليس لديهم الاقتناع الكامل بأهمية تطبيق النظام الإسلامي".
وعبّر كامل عن خيبة أمله وحسرته لما وصلت إليه الصناعة المصرفية الإسلامية اليوم من انحدار وانحراف عن الطريق السليم الذي كان مخططاً له منذ 35 عاماً إبان نشوء وتأسيس المصرفية المالية الإسلامية، وواصل "للأسف أصبحت المسألة اليوم (صورية) في تعاملات معظم البنوك الإسلامية، فالمنتجات تعتمد على الآلية فقط ولا تلتفت إلى المقصد والمآل إلا في أضيق الحدود، والكل أصبح يتسابق على نيل حصته من الكعكة ومحاولة الالتفاف بشتى الطرق لتحقيق ذلك". كما وصف رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة شركات التأمين بأنها (دمل) يحتاج إلى إعادة نظر، وتساءل هل لوائح هذه الشركات متطابقة مع الشريعة الإسلامية؟ ولماذا أسعارهم أضعافاً مضاعفة إذا كانوا عبارة عن شركات تعاونية لا تهدف إلى الربح السريع؟.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق