الأحد، 25 يناير 2009

البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية تبحث إنشاء بنك دولي لاستثمار فوائضها المالية

على هامش الاجتماع التشاوري حول إدارة السيولة في القطاع المالي الإسلامي عبد الهادي حبتور ومجدي المزروعي من جدة بحث ممثلو البنوك المركزية والمؤسسات المالية الإسلامية أمس في جدة كيفية الاستفادة من الفوائض المالية لديهم في استثمارات تعود بالنفع على مجتمعاتهم، وفكرة إنشاء بنك دولي ضخم يلعب دور (صانع السوق) ويوفر الأدوات المالية المطلوبة للسوق الثانوية، ويكون قادرا بإمكاناته المالية الهائلة على توفير الأصول والاستثمارات وتوظيف الأموال في هذه الأصول الحقيقية. أوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور عز الدين محمد خوجة الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية على هامش الاجتماع التشاوري حول إدارة السيولة في القطاع المالي الإسلامي الذي عقد في مقر البنك الإسلامي للتنمية في جدة، أن إدارة السيولة الفائضة لدى البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية تعد موضوعاً في غاية الأهمية لأنها تعالج كيفية استثمار هذه السيولة، وإيجاد حلول مناسبة للفوائض المالية الموجودة في البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية. وأضاف خوجة "يوفر استثمار هذه الفوائض استخدامها على مستويين، الأول في السوق الثانوية إضافة إلى إيجاد الأصول اللازمة التي تكون المنبع الأساسي في توظيف الأموال ومن ثم تحويل هذه الأموال في السوق الأولية إلى السوق الثانوية". وأكد الدكتور عز الدين أن الصناعة المالية الإسلامية تحتاج إلى تقوية ذاتها لتستطيع المحافظة على نموها المتواصل واستغلال الأموال الموجودة لديها حالياً في المنطقة العربية والإسلامية، وعدم استخدامها عن طريق السلع الدولية الخارجية التي لا تخدم بأي حال من الأحوال الاقتصاد الوطني ولا المجتمعات الإسلامية. وأوضح الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية أن ما تمت مناقشته في الاجتماع لاستغلال هذه الفوائض إنشاء بنك دولي إسلامي يقوم بتوفير الأدوات للسوق الثانوية وفي الوقت نفسه يكون قادراً بإمكاناته المالية الهائلة على القيام بتوفير الأصول والاستثمارات وتوظيف الأموال في أصول حقيقية، على أن يلعب صانع السوق في هذا المجال. ولفت الدكتور عز الدين خوجة إلى أن هناك توحداً واتفاقاً بين البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية في أعقاب الأزمة المالية العالمية، مشدداً على وجوب تبني هذا المشروع من قبل المؤسسات المالية الإسلامية كافة وهو ما يسعى إليه هذا الاجتماع الذي استقطب خبراء وممثلين من جميع هذه الجهات لتوحيد الرؤى من أجل تحقيق الأهداف بمشاركة الجميع. وأشار خوجة إلى أن البنوك الإسلامية لا تعاني أي مشكلات في التمويل في الوقت الراهن، وقال "أعتقد أن البنوك الإسلامية لديها فوائض مالية جيدة وهي بالتالي تبحث كيفية الاستفادة منها في استثمارات حقيقية، لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال عدم التأثر بالأزمة المالية العالمية والركود والكساد الاقتصادي الذي خيم على العالم أخيراً". يشار إلى أن البنوك الإسلامية لم تتأثر بأزمة الائتمان حتى الآن، لكن بعض الخبراء حذروا من أن الصناعة البالغ حجمها تريليون دولار لن تنجو من تداعيات انخفاض أسعار السلع الأولية والعقارات وتراجع سعر النفط، وجميع هذه القطاعات محرك أساسي لقطاع التمويل الإسلامي. وكان تقرير سابق لمؤسسة ماكينزي كوارترلي الاستشارية الأمريكية قد أوضح أن معدل نمو قطاع البنوك الإسلامية في العالم يراوح بين 15 و20 في المائة سنوياً وأنه في حاجة إلى معالجة الصعوبات المتعلقة بالنظم والقواعد الحاكمة. وأضاف التقرير أن قطاع البنوك الإسلامية ينمو بمعدل أسرع من معدل صناعة البنوك كلها في دول تمتد من ماليزيا إلى السعودية رغم أن معدل الربحية والعائد على الأصول يظهر نتائج متفاوتة. وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من النمو السريع في الفترة الأخيرة فإن إجمالي أصول قطاع البنوك الإسلامية ما زال أقل من 1 في المائة من إجمالي أصول صناعة البنوك في العالم مع وجود تفاوت كبير بينهما بما في ذلك الدول الإسلامية. ولفت التقرير إلى أن قطاع البنوك الإسلامية يمتلك قدرات نمو كبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي الست، مطالباً بعلاج عديد من المشكلات والصعوبات التنظيمية والتشريعية الخاصة بعمل البنوك الإسلامية من أجل توفير المناخ الملائم لنمو هذا القطاع وانطلاقه.

ليست هناك تعليقات: