السبت، 31 يناير 2009

البنوك الإسلامية الخليجية تتجه لتطبيق إجراءات تحفظية على عمليات تمويل المشاريع

فقيه مصرفي: النظام الرأسمالي مات وانتهى وشيعت جنازته ولا يمكن بعثه من جديد
عبد الهادي حبتور من جدة أفاد عاملون في صناعة الصيرفة الإسلامية في الخليج أن البنوك الإسلامية ستشرع في تطبيق إجراءات تحفظية على أنظمة التمويل لجميع المشاريع أو المؤسسات المالية التي ترغب في الحصول على قروض، مؤكدين أن هذه الخطوات التحوطية تأتي من باب عدم المخاطرة غير المحسوبة في هذه الأوقات الحساسة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تقلصت فيه القدرات التمويلية لهذه البنوك في أعقاب ما أفرزته الأزمة المالية العالمية من تأثيرات في الاقتصاد العالمي ككل. وكشف لـ "الاقتصادية" الدكتور حسين حامد حسان رئيس الهيئة الشرعية لبنك دبي الإسلامي وعضو عدد من المجالس والمجامع الاقتصادية الإسلامية أن من أبرز التحديات التي تواجه البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية – ولا سيما في منطقة الخليج – هو محدودية القدرات التمويلية لها هذا العام، مشيراً إلى أن الشركات والمؤسسات التي كانت تحصل على التمويل بسهولة ستواجه إجراءات تحفظية أكثر صرامة في الوقت الراهن. وأضاف الفقيه العالمي "في ظل الأزمة الحالية كل الشركات معرضة للإفلاس في أي وقت، فلا يمكن لها الحصول على تمويل بسهولة، وتقوم البنوك الإسلامية حالياً ببعض الإجراءات التي من خلالها تقلل من نسبة المخاطرة منها، التأكد من الملاءة المالية للشركة، وسمعة القائمين عليها، إضافة إلى نوع نشاط الشركة, ذلك أن هناك أنشطة تحفها المخاطر أكثر من غيرها، فمثلاً الاستثمار العقاري تأثر بالأزمة العالمية لكن ليس بالقدر الذي طال الأنشطة الأخرى من القطاع الخدماتي كالطيران وغيره". وشدّد رئيس الهيئة الشرعية لبنك دبي الإسلامي على أن المشكلة جاءت من خارج النظام المصرفي الإسلامي، مبيناً أن البنوك الإسلامية بعافيتها، وقال "لم نكن نتمنى حدوث هذه الأزمة بكل تأكيد لأنها أثرت فينا من حيث حجم النشاط، التمويلات، والاستثمارات، لكن الأمر لم يصل لدرجة الخطر". وشبّه حسان تباطؤ الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن بـ (ماكينة بها تروس) وعندما تتباطأ سرعة هذه الماكينة من المُحال أن يسرع ترس بمفرده. وأشار إلى أن البعض يقول إن مشكلة البنوك الإسلامية تتمثل في وجود أصول أو استخدامات لاستثمار السيولة الفائضة لديها فيها، بينما الأمر ليس كذلك ويتابع "لدى البنوك الإسلامية فرص استثمارية تكفي للسيولة الموجودة لديها وهي لا تبحث عن فرص استثمار، كما أنها لو حصلت على سيولة أكبر لاستطاعت إيجاد وسائل وطرق لاستثمارها". وأوضح رئيس الهيئة الشرعية لبنك دبي الإسلامي أن البنوك الإسلامية حتى الآن وإن تأثرت بالأزمة المالية العالمية إلا أنها لا تواجه مشكلة في السيولة، لأنها كانت تحتاط بالاحتفاظ بنسبة مقبولة ومعقولة من السيولة، وأسهب في هذا الصدد بقوله "يمكننا تشبيه ما أصاب البنوك الإسلامية بالشخص الذي جاءه رذاذ أناس مصابون بالأنفلونزا، لكنه لم يصب بالمرض، البنوك الإسلامية لم تدخل في معاملات تحمل أنواعا من القمار والمخاطرة غير المحسوبة كالمشتقات والمستقبليات والخيارت وغيرها، كل ذلك محرم وفقاَ للنظام الإسلامي وبالتالي هي في منأى من التأثيرات العنيفة للأزمة". كما خاطب الفقيه المصرفي أولئك الذين لا يزالون يرون بصيص أمل في بعث النظام الرأسمالي المنهار بقوله "الاقتصاد الرأسمالي مات وانتهى وشيعت جنازته ولا يمكن بعثة من جديد، والجميع اليوم يحاول إنشاء نظام مالي عالمي جديد ولا سيما الأوروبيون".

ليست هناك تعليقات: