عبد الهادي حبتور ومجدي المزروعي من جدة
طالب عبد الله غول رئيس الجمهورية التركية رجال الأعمال السعوديين بنسيان ذكرياتهم الماضية عن تركيا خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات الميلادية والصورة السلبية التي كانت مكونة لديهم سابقاً، مؤكداً لهم أن تركيا أجرت إصلاحات اقتصادية وسياسية جذرية أحدثت تغيراً كبيراً في بيئة الاستثمار والأعمال فيها.
وأوضح الرئيس التركي خلال لقائه أمس رجال المال والأعمال في مدينة جدة السعودية في مقر الغرفة التجارية الصناعية أن قيادتي البلدين تقدمان شيكاً مفتوحاً لرجال الأعمال في الدولتين لمزاولة أعمالهم ونشاطاتهم التجارية بكل يسر وسهولة، وفي حال واجهتهم أي مشكلة ما عليهم سوى الإبلاغ عنها وسيجدون كل الآذان صاغية لهم وتعمل على تذليل كافة الصعوبات أمامهم.
كما أشار عبد الله غول إلى أن الكرة حالياً في ملعب المستثمرين من البلدين، وأن الحكومة السعودية والتركية وفرت كل الأجواء والمناخ المناسب لبدء عقد شراكات تعاون اقتصادي تجاري بناء وقوي يخدم شعبي البلدين، وقال "نحن نفتح الطريق أمامكم وما عليكم هو المضي قدماً فيه والسير باتجاه تنمية العلاقات إلى مستويات متقدمة، الأمر أصبح على عواتقكم ونتمنى أن تضطلعوا بمسؤولياتكم الآن".
ولفت الرئيس التركي إلى أنه في ظل انعدام الأمن والاستقرار في منطقة حول العالم لن تكون هناك تنمية اقتصادية وتجارية، حتى إذا وجدت المصادر والثروات الطبيعية، وأضاف "الأمن والاستقرار هما الأساس في إحداث أي تطور اقتصادي في أي بقعة حول العالم، وهو ما نسعى إليه مع السعودية بحث نؤسس لقاعدة صلبة تستمر للأجيال المقبلة.
وكشف عبد الله غول أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وتركيا بلغ خلال العام الماضي 5.5 مليار دولار، مبيناً أنه ليس كافيا بل يجب العمل على زيادته عن طريق مختلف الآليات المتاحة، ويمكن إشراك منظمة المؤتمر الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية والغرف التجارية الصناعية في البلدين.
كما نوه غول بقطاع المقاولات والإنشاءت التركي، معرباً عن ثقته في أن يظهر صورة ممتازة عن الشركات التركية، وأن هذا القطاع يحتل المركز الثالث على مستوى العالم من حيث جودة الأعمال والثقة التي يتمتع بها.
وقال إن حجم الصادرات التركية بلغت 120 مليار دولار، 95 في المائة منها صناعية، فيما 20 مليار دولار من صناعة السيارات.
الرئيس التركي لدى وصوله غرفة جدة.
وعبر جول عن شعور بالفخر والإعجاب بميزانية التعليم في المملكة التي خصص لها ما يقارب 25 في المائة من حجم الميزانية العامة، وهو أمر يدل على بعد نظر من القيادة السعودية التي تنظر لبناء الأجيال القادمة والمستقبل المشرق لهم.
ولفت غول إلى أن أحداً لن يصدق أن حجم الرحلات الأسبوعية بين السعودية وتركيا تبلغ 35 رحلة جميعها ممتلئة ذهاباً وإياباً، متوقعاً أن يزيد عدد الرحلات خلال الفترة المقبلة.
كما دعا الرئيس التركي لعدم استيراد التقنية، بل يجب على الدول الإسلامية العودة لماضيها العريق والاختراعات التي قام بها مسلمون أوائل سواء في الفيزياء والكيمياء أو الرياضيات، مشدداً على أهمية التعاون في الصناعات الدفاعية بين البلدين، موضحاً أن التعاون بين البلدين سيشكل نموذجاً للآخرين.
وبعدها ألقى رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة جدة محمد بن عبد القادر الفضل كلمة رحب خلالها بفخامة الرئيس التركي في بيت الأعمال، الغرفة التجارية الصناعية بجدة وفي مدينة جدة بوابة الحرمين الشريفين.
وكان محمد الفضل رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس غرفة جدة ألقى كلمة قال فيها "لن أسرد البيانات الإحصائية للصادرات والواردات وحجم التجارة الخارجية وحتى المشروعات المشتركة بين أصحاب الأعمال في بلدينا الشقيقين، لأنه وبكل بساطة عند مقارنتها بالفرص الكبيرة والتسهيلات المتوافرة والعلاقات المميزة بين البلدين نجد أنها مازالت متواضعة ولم ترق إلى مستوى هذه العلاقة المميزة".
وأضاف الفضل "نتطلع إلى أن يساهم تشريفكم المجتمع الاقتصادي اليوم في تعزيز وتنمية المشروعات المشتركة، كما نأمل من المجتمع الاقتصادي أن يستفيد من هذه الفرصة لإنشاء كيانات اقتصادية تخدم مصلحة الشعبين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق