الأحد، 15 مارس 2009

الاقتصادات الخليجية في حالة عدم تيقن وتبحث عن محفزات

الاقتصادي بوحليقة يتحدث أمام ديوانية جدة
عبد الهادي حبتور من جدة حذر خبير اقتصادي دول الخليج من مغبة التأخر في التعامل مع الأزمة المالية العالمية في الوقت المناسب، مؤكدا أن هذه الدول يمكن ألا تتأثر فيما لو قامت بخطوات عملية ومبادرة للوقاية من تأثيرات الأزمة التي ما زالت تتوالى تداعياتها على مختلف اقتصادات العالم. ودعا الدكتور إحسان بوحليقة وزارة المالية في المملكة إلى إطلاق حزمة من الخطوات لتحفيز الاقتصاد المحلي لزيادة الطلب على الخدمات والسلع والحد من التباطؤ فيه والتي ستكون بمثابة وقاية من تأثيرات مستقبلية محتملة، إضافة إلى تشكيل لجنة طوارئ عاجلة لبحث تداعيات الأزمة وإيجاد المعالجات المناسبة لها وفقاً لما تقتضيه مصلحة الوطن. وأشار الدكتور إحسان بوحليقة الخبير الاقتصادي ورئيس لجنة الشؤون المالية في مجلس الشورى السعودي (سابقاً) خلال محاضرة ألقاها في (ديوانية جدة) أخيراً، إلى أن أهم الخطوات التي ينبغي التركيز عليها هي تفعيل المشاريع التنموية وزيادة رقعة التنمية في البلاد. وأضاف "يمكننا اختصار الوقت في تنفيذ مشاريعنا التنموية المحلية وزيادة الاستهلاك المحلي والخدمات، وبحث كيفية حفز الناس على الاستثمارات الصناعية والزراعية عن طريق الاستفادة من الصناديق المخصصة لهذه المجالات". وتابع الدكتور إحسان "نتمنى أن يتم توجيه الاقتصاد لتوليد النمو الداخلي في العقارات، الزراعة، الصناعة، النفط وغيرها من المجالات التي لدينا ميزة تنافسية فيها، لقد حققنا قفزات كبيرة في مجال الاتصالات بينما ما زلنا متخلفين في النقل العام، يمكن استثمار عشرات المليارات في تطوير النقل العام في المملكة سواء القطارات، الباصات أو غيرها". ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن عجلة الطلب تقل في جميع المجالات والتأجيل هو السمة السائدة في الوقت الراهن ومن هنا لابد من التدخل الحكومي عن طريق حفز الاقتصاد وزيادة الطلب على السلع والخدمات، وخلق مناخ مناسب لتنافس البنوك والعمل على تخفيض تكلفة الإقراض. وأوضح بوحليقة أن هناك قلقا واضحا في العواصم الخليجية لتداعيات الأزمة العالمية وعدم الاطمئنان، وقال "الأسواق والاقتصاديات في حالة من عدم التيقن وهناك عملية إمساك من الجميع ما يؤدي إلى تراجع النمو، البنوك فيما يبدو تسعى لأن يكون لديها نوعية أفضل من الائتمان عوضاً عن التوسع فيه، وتقليل مستوى المخاطرة الأمر الذي أدى إلى ندرة الإقراض وتحفظ هذه البنوك". جانب من الحضور. وبين أن الحل لمشكلة الإقراض القائمة حالياً وتحفظ البنوك المحلية يكمن في قيام وزارة المالية بالنظر في أعمال بنك التسليف السعودي ونظامه بالكامل، لأنه هو الممول للمؤسسات المتوسطة والناشئة ويقع عليه دور كبير في معالجة أي مشاكل في التدفقات النقدية قد تعانيها هذه المؤسسات. وأعاد الدكتور إحسان تأكيده على أن الأزمة العالمية مستوردة ولدت وترعرت في أمريكا، لكن الترابط المالي والبنكي العالمي هو من أوقع الاقتصاديات الأوروبية واليابان في الأزمة ومن ثم نشر الأصول المسمومة في العالم، مبيناً أن التأثير طال القطاع المصرفي على وجه التحديد ولا يبدو هناك قاع لتدخل الحكومات حتى الآن مستشهداً بما قامت به الحكومة البريطانية أخيراً من امتلاك 77 في المائة من "لويدز". من جانبه، رأى الدكتور مقبل الذكير أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في مداخلة له خلال المحاضرة وجوب تشكيل لجنة طوارئ عاجلة لبحث تداعيات الأزمة العالمية على المملكة على غرار ما قامت به بعض الدول، وقال "ينبغي علينا التحرك قبل فوات الأوان وعدم انتظار وقوع المشكلة ثم البحث عن حلول، للأسف لدينا عدم وضوح في الرؤيا الاقتصادية الواضحة واعتمادنا ما زال على النفط وأمننا الاقتصادي صفر". إلى ذلك، دعا رجل الأعمال خالد بن عبد اللطيف الفوزان إلى استثمار بعض من الميزانية في مجالات النفط والصناعة النفطية بحكم ارتباط اقتصاد المملكة بهذا المجال بشكل كبير. في غضون ذلك، تساءل المهندس رائد المديهيم مدير شركة المهيدب لمواد البناء عن قيام البنوك المحلية بإقراض 50 في المائة فقط من عدع فيما تستطيع الإقراض بنسبة 87 في المائة وكيف يمكن للحكومة التدخل لإعادة المشاريع المتوقفة. وفي مداخلة مفاجئة من رجل أعمال كندي كان حاضراً اللقاء، أشار إلى أن الشركات السعودية التي يتعاملون معها دائماً ما تشتكي من العديد من المشاكل التي تواجهها في الموانئ السعودية وعمليات نقل البضائع فيها، ووجه السؤال للحاضرين، هل تعمل السعودية والدول العربية على تطوير كفاءة هذه الموانئ لتسهيل عمليات التجارة فيها؟

الوسط الاقتصادي في جدة ينعي رحيل وهيب بن زقر

يصلى علية بعد صلاة الظهر في مسجد الجفالي .. ويوارى جثمانه الثرى اليوم عبدالهادي حبتور من جدة يوارى في الثرى اليوم في جدة رجل الأعمال الفقيد وهيب بن سعيد بن زقر الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى عن عمر يناهز 75 عاما، وسيؤدي كبار المسؤولين ورجال الأعمال وأعيان منطقة مكة المكرمة الصلاة على الفقيد في جامع الجفالي بعد صلاة ظهر اليوم. ويتقبل أشقاؤه فيصل، محمد وعبد الله، وابنه عبيد العزاء في منزل عائلة بن زقر في طريق المدينة مقابل المكتب الخاص لأمير منطقة مكة المكرمة اعتبارا من بعد مغرب اليوم السبت ولمدة ثلاثة أيام، كما ستتقبل شقيقاته العزاء في الفقيد في دارهم في طريق المدينة. ويحسب للفقيد وهيب بن زقر أنه أحد رواد تطوير العمل التجاري والمصرفي في السعودية، وترأس الفقيد مجلس إدارة بيت بن زقر على مدى خمسة عقود من الزمن، كما تولى مجلس إدارة بنك القاهرة السعودي، وترأس مجلس إدارة صدق، وكان أول رئيس لمجلس إدارة الشركة، اضافة الى رئاسة عديد من الشركات السعودية والعربية والدولية وعضوية عديد من المجالس الاقتصادية والاجتماعية، كما تولى أمانة مدينة جدة، ويعد أحد المؤسسين لجامعة الملك عبد العزيز في جدة. من جهة ثانية, نعى الوسط الاقتصادي في جدة وفاة الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) رئيس بيت بن زقر، وأعرب رجال الأعمال في حديث مع " الاقتصادية" عن عميق الأسى والحزن لوفاته، مؤكدين أن السعودية فقدت بوفاته أحد رجالاتها المخلصين البررة، لما عرف عنه من تفان في عمله وفي المناصب التي تسلمها خلال حياته الحافلة بالإنجازات الطيبة. واستعرض رجال الأعمال وكبار المسؤولين مناقب الفقيد مشيرين إلى أنه كان من أشد المدافعين عن المال العام، وأن ما قام به خلال حياته سيكون عبرة للأجيال المقبلة. وقالوا إن وهيب بن زقر كان ذا سمعة طيبة ونزاهة وأمانة، وأنه أضاف كثيرا للعمل التجاري ودور المؤسسات في الخدمات الاجتماعية والإنسانية. وعبر عدد من رجال أعمال والمعاصرون للشيخ وهيب عن بالغ حزنهم بفقد أحد أعمدة مدينة جدة الاقتصادية، مشيدين بمناقب الفقيد وخدماته وتاريخه الحافل بالعطاء ووصف الشيخ خالد الجفالي، الفقيد وهيب بن زقر رحمه الله بأنه رجل عطاء كبير، إذ كان يحرص على تفعيل دور ومساهمة رجال الأعمال في خدمة الوطن في عديد من القضايا الاقتصادية والخدمات الاجتماعية. وأشار الشيخ خالد الجفالي إلى حنكة الشيخ وهيب بن زقر وعطائه وخدماته وتفاعله في المجتمع وحبه للعمل الاجتماعي من خلال رئاسته عديدا من اللجان الاقتصادية والاجتماعية والتي شاركه فيها الشيخ خالد الجفالي، وقال: "عملت مع الفقيد في عديد من اللجان التي رأسها، وكان يرحمه الله حريصا على تفاعل الجميع في خدمة الوطن، مضيفا بقوله " له حضور مميز بين رجال الأعمال نظرا لما يتمتع به من حب وتقدير وطيبة قلب بينهم، ويحسب للفقيد تفاعله في المنتديات الاقتصادية إيمانا منه بدور رجل الأعمال في خدمة الوطن، وأضاف: " المجتمع الاقتصادي فقد واحدا من أكبر الرجال بعطائه وتفاعله وسيرته العطرة، وأسأل الله أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته. في حين اعتبر الشيخ محمد عبدالله شربتلي أن جدة فقدت واحدا من أكبر رجالتها بعطائه المتدفق، والذي يحمل فكرا متميزا راقي الأسلوب، متفهما لواقع ومشكلات وقضايا الوطن، وصاحب مكانة كبيرة في المجتمع لما يتمتع به من حب وتقدير، مضيفا بقوله: "وهيب رحمه الله رجل اقتصادي من الطراز النادر، وركن من أركان الاقتصاد في جدة، كان له دور بارز وفعال في الغرفة التجارية ومجتمع الأعمال في مدينة جدة، فقدناه وهو دائما مرجع لرجال الأعمال في كثير من المعوقات التي تواجههم، فتجده يدافع عنهم ويجمعهم ويحل مشاكلهم، لاشك أن جدة فقدت أحد رجالها الأوفياء". من جانبه، قال رجل الأعمال صالح التركي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في جدة: "كان الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) أستاذنا وقدوتنا الذي تعلمنا على يديه الكثير من الأمور المتعلقة بالشأن الاقتصادي في المملكة وفي مدينة جدة على وجه التحديد، وهيب بن زقر بالنسبة لي الأخ والمعلم والصديق الذي طالما استفدت من نصائحه، سواء على الجانب الشخصي في أعمالي التجارية، أو نصائحه السديدة لنا في الغرفة التجارية، وهو من تبناني وطلب مني الترشح لرئاسة الغرفة وقال إن هناك الكثير تستطيع عمله للقطاع الخاص". ويضيف التركي "عندما نتحدث عن وهيب بن زقر لابد وأن نتعرف على وهيب الإنسان صاحب الأعمال الاجتماعية التي لا تعد، وأكثرها لا يعلم به كثير من الناس، كان جل وقته مخصص للأعمال الاجتماعية وقد يكون مفاجئا للناس إذا قلت إن وهيب بن زقر طلب منه موعدا ما من أحد الأشخاص أمامي، وعندما فتح دفتر مواعيده وجد أنه مشغول لمدة سنتين كلها مناسبات اجتماعية، لقد أعطى الشيخ وهيب الكثير دون أن ينتظر الآخرين، وهو السباق دائما لعمل الخير، وعمل على ترسيخ هذا المفهوم لدى مجتمع الأعمال في مدينة جدة". ويضيف قائلا: "من المواقف التي لن أنساها مع الشيخ وهيب (يرحمه الله)، هو سفرنا لمدة تتجاوز الـ 24 ساعة متواصلة متنقلين بين عدة دول، وعند وصولنا للنقطة الأخيرة للرحلة طلبت منه أن نرتاح ليومين على الأقل، إلا أنه قال لي تستطيع الراحة في بيتك ومع أولادك وانطلقنا في اليوم التالي عائدين للمملكة، لقد كان رجلا عمليا إلى أبعد الحدود". في الشأن ذاته، قال رجل الأعمال علي باسمح: " فقدنا رجلا كبيرا بعطائه وحضوره وخدماته وإنسانيته، رجلا أحب الناس وخدم المجتمع وحرص على الترابط والتآخي مع الجميع، رجلا يحمل تاريخا كبيرا من العطاء في الخدمات التجارية والاجتماعية، وخدم مجتمع المال والأعمال بعلمه، وكان له حضوره المميز في مجالس الشركات والمؤسسات المالية، إنها لحظات حزينة ولا نملك إلا القول إنا لفراقك لمحزونون ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه ومحبيه وأصدقاءه الصبر والسلوان". عبد الخالق سعيد، رجل الأعمال، قال إن الفقيد وهيب بن زقر مدرسة يجب أن يتم الاستفادة من كل الأفكار والآراء التي كان يطرحها وتوثيقها لينتفع بها الجيل القادم، لاسيما أولئك الذين ينوون اقتحام مجال التجارة والأعمال، والذين ستكون مدرسة وهيب بن زقر الخط الواضح الذي سيفتح أمامهم أبواب العمل الحر بكل سهولة". وأوضح رجل الأعمال عبدالله سلسلة أن الشيخ وهيب (يرحمه الله) كان أحد الرجال القلائل الذين عرفتهم مدينة جدة، وهو اقتصادي ناجح بكل المقاييس، حيث ترأس الدائرة الاقتصادية في منطقة مكة المكرمة التي أسهمت في تنمية عديد من المشاريع والأعمال الخدمية لأهالي المنطقة، وهو ذو فكر عال متميز وخططه وأفكاره نيره يمتلك علاقات عامة مميزة، لا يمكننا حصر أعمال الشيخ وهيب في سطور قليلة". وأردف سلسلة "عند زيارته الأخيرة إلى جدة قبل أسبوعين تقريبا كنت ضمن مستقبليه في المطار، ورغم اعتلال صحته إلا أنه كان حاضر الذهن كل أسئلته محصورة عن مدينة جدة والوطن وما يحدث فيه من تنمية ونهضة اقتصادية شاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين". فيما عبر محمد عبد القادر الفضل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة عن حزنه برحيل شخصية عظيمة مثل وهيب بن زقر وقال: "كان الشيخ وهيب أستاذنا جميعا، لم نلق منه سوى التشجيع والتحفيز المتواصل للمضي قدما في تنمية وخدمة الوطن، استفدنا من خبرته الطويلة المتراكمة حيث ترأس عديدا من مجالس الإدارات التجارية والخدمية، ولم يبخل على أحد بالنصح والمساعدة والتوجيه، كان تعامله كالمعلم مع طلابه، وهذا ليس بغريب على أحد أعرق البيوت التجارية المعروفة في مدينة جدة وهو بيت بن زقر، ولن نوفيه حقه عندما نتحدث عن خدماته الاجتماعية الظاهرة دون الخافي منها والذي لا يعلم عنه أحد، حيث إنه سخر معظم وقته للخدمات الاجتماعية والإنسانية في منطقة مكة المكرمة، كما أنه أعطى كل وقته لمجتمع جدة وقدم كثيرا من الاستشارات والآراء ذات النظرة الثاقبة والبعد في النظر. ويقول رجل الأعمال نجيب العيسى "في الواقع الشيخ وهيب بن زقر (يرحمه الله) كان رجلا فاضلا واقتصاديا معروفا، وهو من الرعيل الأول الذين عرفتهم مدينة جدة والمؤسسين للتجارة في المدينة، دائماً عرف عنه العمل من خلف الأضواء ولا يحب التحدث عن نفسه كثيرا، ولا يمكن أن ننسى ما قام به مع الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز (يرحمه الله) في تأسيس الدائرة الاقتصادية والجهود التي بذلوها لتنمية منطقة مكة المكرمة". كما أن وهيب بن زقر عمل الكثير للغرفة التجارية الصناعية في جدة، وقام بإنشاء صناعة متطورة وقوية في جدة، كان متفائلا، وفي زيارته الأخيرة إلى جدة أشاد بالتغير الإيجابي في الوضع الاقتصادي في المملكة، وما حدث من تغييرات وزارية تصب في مصلحة خدمة المواطن بالدرجة الأولى. من جانبه, قال رجل الأعمال إبراهيم محمد سعيد شمس، إن جدة فقدت ابنا بارا من أبنائها أحبها فأحبته، كما خسر محبوه أخا وصديقا يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، كان على خلق، وكان اتصالي به مستمرا منذ أيام الدراسة والجوار، محبا للخير، ولا يألو جهدا في تقديم أي مساعدة تطلب منه سواء بعلاقاته الكثيرة أو بنصائحه التي تنبع من علم ومعرفة حباه الله إياها، كان رجلا مخلصا صريحا لا يخشى في الحق لومة لائم. في آخر مكالمة معه أثناء وجوده في جدة، كان يشعر بدنو أجله والآجال بيد الله سبحانه وتعالى، ولكنه كان متماسكا ذا عزيمة قوية. رحم الله أخانا وهيب وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه من أعمال جليلة في موازين حسناته، وألهم ابنه وإخوانه وأخواته وزوجته وأهله وذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان. في حين قال رجل الأعمال المهندس عبد العزيز حنفي: "لقد فقدنا وهيب بن سعيد بن زقر يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته، وهو من التجار القلائل الذين يتمتعون بالشخصية الحسنة والتقدير من الجميع والقطاعين العام والخاص ونجح بامتياز فيها. ولكن سمعته كتاجر "وهذا ما كان يحب أن يسمي نفسه إذ دائما ما كان يقول: "أنا تاجر" ونعم التاجر الأمين الصادق في معاملته وحسن أخلاقه المعروف بها، كان متواضعا جدا ويشارك أصحابه ومعارفه أفراحهم وأحزانهم، ومن منا لم يتابع مقالاته في صحيفة "الاقتصادية"، كانت مقالات دسمة وتؤدي رسالة، ولذلك كنت أحرص على قراءتها، وعندما حضر يرحمه الله قبل شهر كأنها كانت زيارة وداع للأهل والأصحاب، فقد حرص على مقابلة جميع أصحابه وأصدقائه، صغيرهم وكبيرهم، عزاؤنا في تحمل أشقائه وعلى رأسهم أخي فيصل بن زقر، وأن يبقى بيت زقر البيت التاجر الرائد في المملكة بما يقدمه للاقتصاد الوطني، وما يوفر من فرص عمل لأبنائنا وبناتنا.

الأربعاء، 11 مارس 2009

طريق المعارض يرفع أسعار عقارات جنوب جدة.. وينشط الطلب على السكني

عبد الهادي حبتور من جدة شهدت أسعار الأراضي والمخططات السكنية في جنوب مدينة جدة ارتفاعاً قدره عقاريون بـ 100 في المائة تقريباً في أعقاب افتتاح جسر المعارض الذي يربط جدة بخط الليث والمناطق الجنوبية للمدينة، مع توقعات بأن تشهد المنطقة ارتفاعات متدرجة في الأسعار خلال الفترة المقبلة. وأكد عقاريون أن الحركة العقارية في جنوب جدة تحسنت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، وساد نوع من الانتعاش في حركتي البيع والشراء، لاسيما للمخططات السكنية التي يفضلها معظم المواطنين في هذه المناطق، إلى جانب الأراضي التي في طور التخطيط قريباً. وقال لـ "الاقتصادية" طلال خليل الرئيس التنفيذي لشركة طلال خليل العقارية إن أسعار المخططات السكنية والأراضي في جنوب جدة شهدت ارتفاعاً يقدر بـ 100 في المائة بعد افتتاح كوبري المعارض الذي يربط جدة بخط الليث، وأضاف "ارتفعت الأسعار بشكل قياسي، كانت الأرض 900 متر تباع بـ 50 ألف، فيما تباع اليوم بـ 100 ألف وذلك بعد افتتاح الكوبري الجديد الذي اختصر مسافة تزيد على 30 كيلو مترا." وتابع خليل "أول ما يفكر فيه الناس عند شرائهم الأراضي هو طريقة الوصول وسهولتها وعدم معاناتهم في الدخول والخروج وهو ما حققه كوبري المعارض من خلال ربط جدة بجنوبها مباشرة ودون أي عوائق، وهو ما ساهم في جذب العديد من الناس الذين يبحثون عن مساكن في جنوب المدينة، لاسيما أن الأسعار ما زالت مناسبة وفي متناول أيدي ذوي الدخل المحدود والشرائح المتوسطة." وتوقع طلال خليل أن يشهد جنوب جدة مزيداً من الحركة والانتعاش خلال الفترة المقبلة عطفاً على المشاريع التي ستنفذ في المنطقة، التي من أبرزها مشاريع الشعيبة وتوسعة ميناء جدة الإسلامي. إلى ذلك، يشير المهندس عبدالهادي الرشيدي الرئيس التنفيذي لشركة عقارات التابعة لمجموعة العيسائي إلى أن افتتاح كوبري المعارض جنوب جدة كان له أثر إيجابي في الحركة العقارية في المنطقة، وقال "لا شك أن هناك مشكلة في التنقل كانت لدى كثير من الناس أثناء توجههم إلى جنوب المدينة، وتشغيل مثل هذا الكوبري سينعكس بشكل إيجابي على تنشيط الحركة والتداولات العقارية." ولفت الرشيدي إلى أن إنشاء مثل هذه المشاريع الحيوية التي تسهل حركة الناس سوف يشجع الطلب على المخططات السكنية في جنوب جدة، متوقعاً أن ترتفع الأسعار خلال الفترة المقبلة بنسبة تراوح بين 10 و15 في المائة. وكانت دراسة حديثة أجرتها إحدى الشركات العقارية قد أكدت أن جدة تحتاج إلى ما يزيد على 200 مليون متر مربع من، أراضي ومخططات منشآت صناعية ومرافقها من مستودعات وخلافها التي لم يتم تنفيذها إلى حينه في إطار خطط التنمية الاقتصادية الشاملة.

جدة: تكريم التركي وتأسيس مجلس جدة لتنمية الأعمال برئاسته

عبد الهادي حبتور من جدة أعلنت الغرفة التجارية الصناعية في جدة تأسيس مجلس جدة لتنمية الأعمال برئاسة صالح التركي. وسيضم المجلس في عضويته الدكتور خالد الحارثي، خالد المعينا، محمد بترجي، أنيس مؤمنة، فوزان عبد الجواد، هشام بنجابي، طراد الأسمري، هاني ساب، محمد تونسي وحاتم مؤمنة. فيما ناقش مجلس الغرفة في أول اجتماعاته الأهداف التي وضعت لدعم وتنمية القضايا الاقتصادية والاجتماعية وتمويل عدد من المشاريع الصغيرة لشباب الأعمال، واتفق المجتمعون على عقد ثلاث اجتماعات في العام. فيما أكد محمد الفضل رئيس مجلس الغرفة زيادة الدعم في المجلس الجديد للمنشآت الصغيرة والمتوسطة حيث وصل حجم التمويلات لدعمها إلى مليون و800 ألف ريال لأكثر من 15 مشروعاً بحد أقصى 150 ألف ريال للمشروع مشيراً إلى أن خطة المجلس تنمية هذا القطاع والاهتمام بتنمية المشاريع ودعم الشباب وتحفيزهم. وكانت الغرفة التجارية الصناعية في جدة كرمت أمس الأول صالح بن علي التركي عضو مجلس الإدارة الحالي ورئيس مجلس الغرف وغرفة جدة سابقاً في لفتة وفاء قام بها منسوبو الغرفة لتقديم جزيل الشكر والعرفان للتركي نظير ما قدمه خلال فترة رئاسته للغرفة والتي امتدت زهاء ثلاث سنوات تقريباً. وقد بدأ حفل التكريم الذي حضره محمد الفضل رئيس مجلس الغرف ورئيس غرفة جدة الحالي وعدد من أعضاء مجلس الإدارة ومنسوبي الغرفة بكلمة للفروع التجارية التابعة للغرفة ألقاها حامد عبد الله الجهني نيابة عن موظفي فروع الغرفة قدم خلالها الشكر للتركي على ما قدمه من جهود لخدمة قطاعات الأعمال المختلفة ونشاطاته الكبيرة في افتتاح 12 فرعا لغرفة جدة تقدم باقة من الأهداف والأعمال المختلفة. وشارك صالح التركي بكلمة في الحفل الذي أقيم له تطرق فيها إلى أهم الإنجازات التي حققتها الغرفة التجارية في جدة وما ترجم على أرض الواقع من أفعال مشيراً إلى حال الغرفة تغير جذرياً عما كان عليه عندما دخلها للمرة الأولى. وقال التركي إن إيرادات الغرفة وصلت إلى 142 مليون ريال وهو رقم لم تصل إليه في تاريخها، كما أن لدينا فائضا في الميزانية يقدر بـ 11 مليون ريال مقارنة بالعام الماضي". ولفت التركي إلى أن عدد الأعضاء الجدد من الدرجتين الثالثة والرابعة دفعوا عشرة ملايين ريال وهو دخل إضافي للغرفة التجارية لم يكن موجوداً من قبل، كما تم فتح 12 فرعاً بمبانيها وموظفيها وهو أمر ليس بالسهل تحقيقه لولا جهود الغرفة ومجلس إدارتها. وفي ختام الحفل قدم محمد عبد القادر الفضل رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة جدة بتقديم هدية تذكارية بهذه المناسبة لصالح التركي وعقد من الورد لتتوالى على إثرها الهدايا المختلفة بهذه المناسبة من قبل جهات مختلفة من داخل الغرفة وخارجها.

الاثنين، 9 مارس 2009

باروم: "صافولا" خصصت 674 مليون ريال لمواجهة آثار الأزمة العالمية على قطاعاتها

متوقعاً 800 مليون ريال أرباحا لعام 2009 و160 مليون للربع الأول

عبد الهادي حبتور من جدة أكد الدكتور سامي باروم العضو المنتدب لمجموعة صافولا أن الأزمة المالية العالمية أحدثت تأثيراً واضحاً على المجموعة من حيث انهيار أسعار المواد والسلع الأساسية منذ آب (أغسطس) 2008، الذي أدى بدوره إلى انخفاض هامش الربح للمجموعة في منتجاتها الأساسية، إضافة إلى انخفاض القيمة السوقية لمحفظة "صافولا" في سوق الأسهم المحلية. وأوضح العضو المنتدب الذي كان يتحدث عن تداعيات الأزمة العالمية على مجموعة صافولا في غرفة جدة أمس، أن صافولا اضطرت لوضع مخصصات مالية لمجابهة آثار الأزمة الاقتصادية تتمثل في 242 مليون ريال لقاء التأثير السالب في قيمة المخزون وصفقات المواد الخام متعاقد عليها مسبقا، و272 مليون ريال مقابل محفظة المجموعة في الأسهم السعودية، فيما تم تخصيص 160 مليون ريال مقابل انخفاض في قيمة استثمارات استراتيجية متاحة للبيع. وأشار باروم أن هذه الخطوات ساعدت المجموعة على اتخاذ القرار التجاري المناسب وتحرير السيولة الثمينة، كما أسهم في المحافظة على الحصة السوقية للمجموعة. وأضاف "أدت الأزمة المالية العالمية إلى هبوط سريع في أسعار الأسهم في البورصات وأسواق المال العالمية والإقليمية، نتج عنه انخفاض في أسعار أسهم بعض الشركات التي تستثمر فيها "صافولا"، كما أن اتخاذ قرار بتكوين هذه المخصصات يجعل قرار التخارج من هذه الاستثمارات مستقلاً عن المعالجة المحاسبية بل تظل هذه الاستثمارات مرتبطة بجدوى الاستمرار فيها ومستوى جاذبيتها على المديين المتوسط والبعيد". ولفت الدكتور سامي إلى أن التوقيت الأمثل لأخذ هذه المخصصات هو في عام 2008 لأن نتائجه كانت تحتوي على أرباح جيدة تم تحقيقها خلال الأشهر التسعة الأولى، مما يمكن المجموعة من استيعاب تلك المخصصات. وعن تأثر اقتصاديات دول الخليج الأخرى بالأزمة الاقتصادية أبان باروم أن هذا التأثير جاء من خلال الاستثمارات الكبيرة في الأسواق العالمية عبر الصناديق السيادية، التوسع في شراء بعض الأصول المشكوك في سلامتها، التركيز الشديد على قطاع العقار، اقتصاديات لا تتسم بالديمومة، التوسع السريع في أنشطة البنوك الاستثمارية، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط من 145 دولارا إلى 40 دولارا (لجميع دول الخليج). وأوضح العضو المنتدب لمجموعة صافولا أن من أهم الدروس المستفادة من الأزمة العالمية تتمثل في تطوير القدرات الحالية المحدودة للمجموعة في مجال إدارة المخاطر، التركيز على الأنشطة الرئيسية التي تعمل فيها المجموعة حالياً والابتعاد عن الأنشطة التي لا تقع ضمن هذه الأنشطة الرئيسية، المحافظة على توازن وتنويع استثماراتنا الاستراتيجية بحيث تشتمل على (استثمارات ناضجة ومولدة للنقدية) و(استثمارات مربحة ونامية) وأخرى (واعدة في المستقبل)، مزيد من التوسع في البلدان التي تركز عليها المجموعة ولها عمليات قائمة فيها وخبرات متراكمة، إلى جانب التركيز على الاستثمارات التي تعزز أوضاعنا التنافسية في أنشطتنا الرئيسية وتسهم في الاستفادة القصوى من أصولنا الاستراتيجية. وعن قطاعات "صافولا" قال الدكتور سامي باروم إن قطاعات "صافولا" الأساسية أقل عرضة للتأثيرات الاقتصادية نسبياً، مشيراً إلى أن قطاع الأغذية يشكل مادة أساسية للاستهلاك البشري، لذا فإن نموها مرتبط بالنمو السكاني الطبيعي، فيما يشكل قطاع التجزئة – وخصوصاً في ظروف تآكل الدخل و المدخرات – خياراً أفضل لغالبية السكان لتوفير احتياجاتهم، ويشكل قطاع البلاستيك مصدر العبوات للصناعات الأساسية في الغذاء (الألبان والعصائر والمياه) وفي منتجات الصحة كالشامبو وغيره، متوقعاً استمرار نمو المبيعات في هذه القطاعات رغم الأزمة الاقتصادية. وبيّن باروم أن قطاع العقارات تأثر نتيجة لانخفاض رغبة المستثمرين في المشاركة في المشاريع العقارية، وهو ما حدا بالمجموعة إلى تخفيض موظفي العقار بنسبة 25 في المائة. وبالنسبة للوضع التجاري للمجموعة في ظل الأزمة العالمية قال الدكتور سامي إنه بالرغم من أداء الربع الرابع من عام 2008، تظل المجموعة تتمتع بملاءة مالية عالية، حيث أكملت "صافولا" معظم المتطلبات الاستثمارية لمشاريع التوسعة، كما أن النزول الكبير في أسعار المواد الأولية سيؤدي إلى تخفيض رأس المال العامل ويوفر نقداً إضافياً، ويؤدي إلى تحسن هوامش الربح لدى المجموعة، إضافة إلى أن جزءا كبيرا من المحفظة العقارية للمجموعة عبارة عن أصول عاملة ومولدة للنقد (مراكز التسوق)، مبيناً أنه سيتم التركيز في التطوير على مشاريع سكنية تستهدف الشرائح المتوسطة ومنخفضة الدخل يعتمد على سد الفجوة الحالية والمتفاقمة في العرض. وأضاف باروم "رغم تحديات الأزمة الاقتصادية والانكماش في الاقتصاد العالمي، إلا أن هناك فرصا حقيقية للنمو، حيث يزداد الآن توافر الكوادر الإدارية وتخف المنافسة على استقطابها، وانخفضت قيمة كثير من الأصول الجيدة وأصبحت أسعارها معقولة، إلى جانب رغبة كثير من المستثمرين في التخارج من الأنشطة غير الرئيسية لتوفير السيولة". وتوقع العضو المنتدب تحقيق المجموعة صافي ربح قدره 800 مليون ريال لعام 2009 دون الأخذ في الحسبان الأرباح الرأسمالية التي قد يتم تحقيقها، إضافة إلى تحقيق صافي ربح في حدود 160 مليون ريال للربع الأول 2009. وشدد باروم على أن حوكمة الشركات مطلب ملح، وأنها تعكس كيف تتصرف إدارات الشركات تجاه المستثمرين، واضعاً عدة تساؤلات: هل تملك الإدارة استراتيجية وخطط عمل واضحة؟ وهل تصب هذه الخطط في صالح المساهمين على المدى الطويل؟ هل يضم مجلس إدارة الشركة أعضاء مستقلين وغير تنفيذيين؟ هل توجد لجان فاعلة لمجلس الإدارة تم تشكيلها من أعضاء مستقلين وذوي خبرة، هل تفصح الشركة عن المعلومات الجوهرية وتصدر تقاريرها المالية في مواعيدها؟ هل تتسم بالشفافية والوضوح؟ هل يتم الإفصاح بشفافية عن العمليات الخاصة بأطراف ذات علاقة وحالات تعارض المصالح لأعضاء المجلس وكبار التنفيذيين؟ وعدّد الدكتور سامي أهم المزايا والفوائد التي تولدها حوكمة الشركات حيث إن الحوكمة الجيدة ترفع كفاءة العمل والإدارة، تعزز سلامة القرارات الاستراتجية، ترفع القيمة السوقية للشركات، الشركات ذات الحوكمة الجيدة تظهر أداءً أفضل، الشركات ذات الحوكمة الجيدة تتخذ قرارات استثمارية أفضل، انعدام الثقة بالمستقبل الاقتصادي يرجع في جانب منه إلى الوضع النفسي الذي يمكن تحسينه عبر مزيد من الحوكمة الفاعلة. وقال باروم إن "صافولا" تسعى إلى تطبيق أفضل معايير الشفافية وحوكمة الشركات، وقرار المجموعة بتكوين مخصصات للخسائر غير المحققة نتيجة لانخفاض قيمة المحفظة الاستثمارية وكذلك التزامها بإعلان النتائج المتوقعة لعام 2009 يعكس دورها الريادي في تطبيق معايير عالية للشفافية تعكس إيمانها بالأثر الإيجابي لهذا الالتزام. كما أن قرار "تكوين مخصصات" يعزز مبدأ الأمانة الذي تنتهجه "صافولا" ودلالة واضحة بالتزامها بهذا المبدأ في أصعب المواقف، لافتاً إلى أن المجموعة حققت المرتبة الأولى على مستوى السعودية في مجال الالتزام بمعايير الحوكمة والشفافية والمرتبة 14 على مستوى دول الخليج العربي من ضمن 581 شركة مساهمة عامة وفقاً لدراسة مستقلة قام بها معهد حوكمة (معهد خليجي لا يهدف إلى الربح ومتخصص في مجال الحوكمة) بالتعاون مع (معهد مديري) في دبي.

http://www.aleqt.com/2009/03/09/article_202800.html

السبت، 7 مارس 2009

فقهاء مصارف يعارضون توحيد مجالس الهيئات الشرعية في البنوك

اعتبروا اختلاف الفتاوى ظاهرة صحية عبد الهادي حبتور من جدة أبدى بعض كبار فقهاء الصيرفة الإسلامية في الخليج معارضتهم التامة لمسألة توحيد الهيئات الشرعية في البنوك الإسلامية، مؤكدين حاجة كل بنك لهيئة شرعية مستقلة تنظر في المسائل الفقهية والشرعية الآنية التي تكون بشكل يومي وعلى مدار الساعة. وفيما يخص الفتاوى الشرعية ومدى نجاح تطبيق ميثاق للفتوى المصرفية على غرار ما حدث في مؤتمر مكة المكرمة أخيراً باتفاق العلماء على أول ميثاق للفتوى في التاريخ الإسلامي، قال الفقهاء إن ما اتفق عليه العلماء في اجتماع مكة يسري على الجميع ولا حاجة لإصدار ميثاق للفتاوى المصرفية بمفردها، معتبرين الاختلاف في الفتاوى ظاهرة صحية وتصب في الصالح العام.. حسين حامد حسان وهنا يعلق الدكتور حسين حامد حسان رئيس الهيئة الشرعية لبنك دبي الإسلامي وعضو العديد من المجالس والمجامع الاقتصادية الإسلامية على توحيد الهيئات الشرعية في البنوك الإسلامية بقوله "نحن لا نؤيد توحيد الهيئات الشرعية، لأن هناك فرقاً بين مؤسسات على مستوى التنظير والمبادئ والدراسات الكبرى الموجودة مثل المجلس الشرعي، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومجمع الفقه الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي، لكن كل بنك يحتاج إلى هيئة شرعية في معاملاته اليومية، لأنه يحتاج إليها في كل ساعة تقريباً، لأن المصرفيين ليس خبراء في الشريعة، فالهيئة الشرعية في كل بنك لازمة وضرورية لمراقبة وتدقيق المعاملات يومياً، وعندما أكون خارج دبي مثلاً ولأنني مشرف على عدد من البنوك، تأتيني في كل لحظة ودقيقة تساؤلات من هذه البنوك." وأضاف حسان "الاختلاف في الرأي بين الهيئات هذا ظاهرة صحية لأننا في بداية التجربة يجب أن نعمل على إثرائها، وتتعدد الاجتهادات ما دام أن هناك ضوابط من أعلى في المبادئ العامة، ويكفينا مبادئ وقواعد عامة ترسيها هذه المجامع أي حدود لا يتخطاها أحد، لكن في الخلاف سعة ولك أن تجتهد في الجزئيات، وهو مقصود الشارع بحيث يكون هناك مجال للاجتهاد والحلول وهذا هو إعجاز الشريعة. وتابع" لو شاء الله أن يحمل الناس على حكم واحد ورأي واحد لفعل، فوجود هيئة في كل بنك تجتهد وفقاً لأصول وثوابت الإسلام وأصول الشريعة المتفق عليها ووجود هيئات أكبر مثل المجامع يعد ظاهرة صحية، ومعلوم أن المصرفية الإسلامية عمرها 60 سنة تقريباً لكن نظام البنوك التقليدية يتجاوز 400 سنة ولديهم منتج واحد يعملون عليه طوال حياتهم بالبحوث والدراسات والنتائج هو قرض الفائدة ولو اختلفت المسميات (تسهيل ائتماني، أو غيره) لكن الشريعة الإسلامية منذ 1400 سنة لديها منتجات غير محدودة. محمد القري إلى ذلك، أكد الدكتور محمد القري الفقيه العالمي وأستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وعضو العديد من الهيئات الشرعية في البنوك الإسلامية بعدم وجود خلاف في الفتاوى المصرفية مطالباً بالتعود على تقبل النقاش في كل المسائل والاستشارة قبل الإقدام على إصدار أي فتوى وفقاً لما خرج به مؤتمر مكة الأخير الذي دعا لعدم التسرع في الإفتاء. وتحفظ القري على مسألة تطبيق ميثاق خاص للفتاوى الشرعية النابعة من المصارف السعودية و الخليجية بشكل عام.حيث أشار القري إلى استحالة توحيد الفتوى المصرفية أو إصدار ميثاق خاص بالفتاوى المصرفية، وقال "ليس هناك داع لعمل ميثاق للفتاوى المصرفية، وما خرج به المؤتمرون في مكة أخيرا يسري على الجميع، والغرض منه هو تذكير الناس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وفي الوقت نفسه التنبيه إلى خطورة الفتوى ووجوب عدم التصدي للفتوى إلا من أهلها واضعين الله أمام أعينهم في أي فتوى يصدرونها."

الأحد، 1 مارس 2009

الأزمة العالمية تجبر شركة أمريكية على إعادة دراسة مشروعها السكني في الرياض

عبدالهادي حبتور من جدة أجبرت الأزمة المالية العالمية إحدى الشركات الأمريكية العاملة في السعودية إلى تعديل خططها ودراساتها لأحد المشاريع العملاقة الذي تقوم بتنفيذه في مدينة الرياض بتكلفة 11 مليار دولار، حيث تم تغيير طول المباني وخفض عدد الأدوار، إلى جانب تصغير أحجام الغرف والمكاتب إلى مقاسات أصغر وفقاً للطلب المتوقع عليها في الفترة المقبلة. وكشف لـ "الاقتصادية" شريف الفار مدير عام شركة (Torti Gallas And Partners) المتخصصة في تخطيط وبناء المجمعات السكنية أن التوقعات التي وضعت لأحد المشاريع الذي تنفذه الشركة في مدينة الرياض ويبعد نحو 20 كيلو متراً منها قد اختلفت بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية وما أفرزته على الأسواق العالمية واقتصاديات الدول المختلفة، وأضاف "لاشك أن توقعاتنا قد اختلفت عنها في السابق، فالأزمة العالمية أجبرتنا على تغيير بعض خططنا ودراساتنا الموضوعة لإنشاء مدينة متكاملة تبنى على مدى 20 عاماً ويقطنها ما يقارب 200 ألف نسمة، ويتمثل التغيير في تغيير طول البنايات وخفض عدد الأدوار إلى أعداد أقل، كما قمنا بتغيير أحجام الغرف والمكاتب لتكون أصغر حجماً وفقاً للطلب المتوقع للسوق، لأن الأزمة جعلت من كان يريد أن يشتري شقة 400 متر مربع يفكر اليوم في شراء 200 متر مربع سعياً للترشيد". وقال شريف الفار على هامش اللقاء الذي عقد أمس في غرفة جدة جمع أكثر من ثماني شركات أمريكية متخصصة في مجال المقاولات والعقارات مع نظرائهم السعوديين إن تكلفة مشروع الواصل تقدر بـ 11 مليار دولار لمدة 20 سنة، لافتاً إلى أن العمل بدأ في المشروع وتم وضع البنية التحتية وإنشاء الطرق وتقسيم الأراضي، وتابع "صمم المشروع ليكون مدينة عصرية متكاملة ويتنوع فيها الطابع العمراني والهندسي في الوقت نفسه، حيث يعمل عدد كبير من المهندسين في المشروع وتم استغلال أكثر من ثلاثة أودية في المنطقة التي يقع فيها لتكون مناظر طبيعية خلابة وستضم المدينة حي للأعمال ومكاتب تجارية متنوعة وأحياء سكنية تحوي عمارات وأبراجا وفللا". من جانبه قال إدوارد بريتون رئيس مجلس التنسيق السعودي الأمريكي إن حجم السوق السعودية جعل الشركات الأمريكية تتوجه نحوه للفوز بعدد من المشاريع التنموية الكبيرة التي تقوم بتنفيذها الحكومة السعودية حالياً، وأشار "نرى أن الوقت مناسب جداً لدخول الشركات الأمريكية للاستثمار في السعودية، لما يتمتع به الاقتصاد السعودي من قوة ومتانة، ونلحظ اليوم أن السعودية من أقل الدول تأثراً بالأزمة المالية العالمية وهو ما يحفز الشركات الأمريكية للتوجه إليه، كما يجب أن ندرك أن معظم هذه الشركات اضطرت إلى مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ما تعرضت له من خسائر هناك، وهي فرصة ذهبية لها لدخول السوق السعودية".