ولي العهد السعودي يدفن في مكة المكرمة بعد صلاة المغرب
مكة المكرمة (السعودية) (ا ف ب) - يدفن ولي عهد السعودية الامير نايف بن عبد العزيز في مكة المكرمة بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام اليوم الاحد اثر وفاته جراء مشاكل صحية في جنيف امس السبت.ووصل الجثمان بعد الظهر الى مطار جدة حيث كان في استقباله شقيق ولي العهد وزير الدفاع الامير سلمان بن عبد العزيز وامير الرياض سطام بن عبد العزيز وامراء من الجيل الثاني.
ونقل بسيارة اسعاف الى احد المستشفيات للغسل قبل التوجه الى مكة المكرمة التي وصلها العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز وكبار الامراء في وقت متاخرا مساء امس للمشاركة في الصلاة.
وقدم كبار القادة في العالم العربي تعازيهم للملك في وفاة ولي العهد (79 عاما)، وكذلك فعل عدد من رؤساء الدول في العالم.
ومن المتوقع وصول قادة عرب لتقديم واجب العزاء من دول مجلس التعاون الخليجي وملك الاردن عبد الله الثاني وشقيق ملك المغرب الامير مولاي رشيد والرؤساء الفلسطيني محمود عباس والسوداني عمر البشير واليمني هبد ربه منصور هادي والتركي عبد الله غول ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي.
وكانت مصادر طبية مطلعة في جنيف اكدت لفرانس برس ان الامير نايف توفي جراء "مشاكل في القلب وخصوصا الشرايين".
واضافت ان ولي العهد "شعر بتوعك الاربعاء الماضي فتم استدعاء اطباء اختصاصيين من المركز الطبي الجامعي، لكنه لم يدخل اي مستشفى ولزم مقر اقامته في قصر شقيقه الراحل الامير سلطان في ضاحية كولوني"، قرب جنيف، الى حين وفاته.
والامير نايف ثاني ولي عهد توافيه المنية خلال فترة ثمانية اشهر مما يؤكد ان الجيل الاول من ابناء الملك المؤسس اصبحوا طاعنين في السن في اول بلد مصدر للنفط في العالم ويلعب دورا محوريا في شؤون المنطقة.
وستختار المملكة الغنية بالنفط والواقعة في قلب منطقة تعصف فيها الازمات وليا للعهد ليخلف الملك عبد الله (89 عاما) الذي يسير متوكئا على عصا حسب اللقطات التي بثها التلفزيون الحكومي.
ومن المرجح ان يتولى شقيق الامير نايف وزير الدفاع الامير سلمان بن عبد العزيز (76 عاما) منصب ولاية العهد.
وكان الامير نايف عين خلفا لشقيقه الامير سلطان الذي توفي عن 86 عاما اواخر تشرين الاول/اكتوبر 2011 في احد مستشفيات نيويورك.
وهو من "الاشقاء السبعة" الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الاميرة حصة السديري، وابرزهم الملك فهد والامير سلطان الراحلان ووزير الدفاع الحالي الامير سلمان.
وقد تولى الامير نايف وزارة الداخلية طوال 37 عاما كما شغل منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، واشرف على محاربة تنظيم القاعدة في المملكة التي تتبع نهجا سياسيا محافظا.
واحتفظ بوزارة الداخلية طويلا وكان يعتبره السعوديون الاكثر كفاءة في محاربة القاعدة، كما انه قادر على قمع اي حركة معارضة اخرى.
واقام ولي العهد الراحل علاقات جيدة في معظم انحاء العالم العربي، لكنه اتخذ موقفا متشددا حيال ايران بسبب عدم ثقته بقادتها.
كما كانت لديه علاقات وثيقة مع الاوساط الدينية المحافظة التي تعارض انفتاحا اكبر في المجتمع السعودي.
ولد الامير نايف، الابن الثالث والعشرون للملك المؤسس، العام 1933 في الطائف وتولى امارة الرياض عندما كان في العشرين من العمر قبل ان يعين نائبا لوزير الداخلية العام 1970 ومن ثم يتسلم الوزارة ذاتها العام 1975.
وواجهت وزارته تحديات الصعود القوي للقاعدة مع تشعباتها في السعودية التي تعرضت لهجمات دامية ضمن موجة من الاعتداءات بين العامين 2003 و2006.
كما حلت اجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة اسامة بن لادن.
وتم تكليف نجله الامير محمد بن نايف برنامج المناصحة لتاهيل المتطرفين العائدين من غوانتانامو، وقد تعرض في اب/اغسطس 2009 لمحاولة اغتيال نفذها احد عناصر القاعدة قادما من اليمن.
الا ان وزارة الداخلية قمعت كذلك ناشطين حقوقيين الامر الذي دفع بمنظمات حقوق الانسان الى انتقادها.
وكان عدد كبير من السعوديين ابدوا اطمئنانهم تجاه الامير نايف بسبب قدرته على الامساك بالملف الامني بشكل جيد.
ودليلا على نهجه المحافظ، كان الامير نايف اعلن للصحافة انه لا يرى فائدة من انتخاب اعضاء مجلس الشورى وعددهم 150 يعينهم الملك، او من وجود النساء في المجلس.
كما دافع احيانا عن رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المتهمين بسوء التصرف في بعض الاوقات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق