علماء الدين والفلك امام مازق ثقافي لاثبات هلال رمضان
بقلم عبد الهادي الحبتور
جدة (المملكة العربية السعودية) 19-7-2012 (ا ف ب) - يستمر الجدل بين المسلمين في انحاء العالم حول رؤية هلال رمضان سنويا بين مؤيدين للرؤية المجردة في اعتماد دخول الشهر، واخرين يرون ان الحسابات الفلكية الدقيقة هي الحل الانسب لرصده.
ويقول خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والمشروع الاسلامي لرصد الاهلة لوكالة فرانس برس ان "الحساب ينقسم الى قسمين تحقيقي علمي دقيق واخر تقريبي يتماشى مع الوضع المعاش".
ويرى في هذا التباين ان "علماء الشريعة والفلك امام مازق ثقافي يتمثل في اثبات الاهلة على العالم الاسلامي قاطبة (...) يحتاج علاجه الى مراحل بحيث لا يمكن المعالجة بطريقة فجائية".
ويضيف "لو اتبعنا الرؤية بواسطة العين الصحيحة الخالية من الشوائب لقلنا ان الهلال لا يمكن ان يشاهد مساء اليوم الخميس لانه سيمكث تقريبا ست دقائق حدا اقصى وبالتالي لا يمكن ان يتكون النور في جرم القمر وهذا ثابت علميا ولا جدال فيه".
ووفقا لتقويم ام القرى الذي تعتمده السعودية في معاملاتها الرسمية والعقود واوقات الصلوات والتقويم المدرسي والجامعي، فان غدا الجمعة سيكون اول ايام رمضان.
لكن "المشروع الاسلامي لرصد الاهلة" الذي يضم اكثر من 400 عالم ومهتم بعلم الفلك ومقره ابوظبي، اعلن ان غرة رمضان ستكون السبت، مشددا على ان ذلك يعود الى استحالة رؤية الهلال عقب غروب الشمس في جميع الدول العربية والاسلامية ليل الخميس الجمعة.
ويقول الزعاق ان "الحساب التقريبي يعتمد رؤية العلماء في اجتماع اسطنبول الذي عقد قبل 40 عاما".
ويؤكد ان الاجتماع قرر انه "اذا ولد القمر وكان له مكوث بعد مغيب الشمس على مكة المكرمة فان الشهر يدخل ولو لم تتم رؤيته من السعودية لان الاخرين سيرونه حتما في المواقع الكائنة غربا ومن ثم تنسحب علينا رؤيتهم حتى يتوحد العالم الاسلامي".
ويتابع "قبل 20 عاما قال العلماء +اذا ولد القمر قبل مغيب الشمس ندخل الشهر+ وبعد مرور 10 اعوام، طبقوا قرارا اخر يؤكد انه +اذا ولد القمر قبل مغيب الشمس وان يكون له مكوث فاننا ندخل الشهر+".
ويضيف "في الاجيال القادمة، سيطبقون كامل الشروط (...) علينا تحقيق اركان الشهادة بغض النظر عن شروطها اي تقدم في علاج المرض العضال الذي لا يرجى شفاؤه الا بمراحل".
ويعبر الزعاق عن مخاوفه من ان "يتسابق الشهود في السعودية لاثبات الشهادة نظرا لاتباعهم تقويم ام القرى (...) وقد يتوهمون انهم شاهدوا الهلال مساء الخميس".
من جهة اخرى، يؤكد "المشروع الاسلامي لرصد الاهلة" ان شعبان الماضي شهد ظاهرة فريدة وقليلة التكرار تمثلت في دخول معظم الدول الاسلامية الشهر يوم الخميس وبالتالي سيكون يوم التحري مساء الخميس الموافق 29 شعبان في غالبية هذه الدول.
ويلفت الى استحالة رؤية هلال رمضان اليوم من جميع المناطق الشمالية من العالم، وبعض المناطق الوسطى، وهذا يشمل العراق وبلاد الشام وبعض شبه الجزيرة العربية، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس.
اما ما تبقى من مناطق العالم العربي، فان رؤية هلال شهر رمضان اليوم الخميس غير ممكنة اطلاقا بسبب غروب القمر مع الشمس او بعده بدقائق معدودة لا تسمح برؤيته حتى باستخدام اكبر التليسكوبات الفلكية.
من جهته، يؤكد الشيخ عبدالله العثيم رئيس المحكمة الجزئية بجدة سابقا وقاضي الاستئناف السابق بمكة المكرمة ان "الرؤية الصحيحة لا تتعارض مع الحساب الفلكي الصحيح"، مشيرا الى ان "المشكلة تكمن في وجود اخطاء اما في الرؤية او الحساب".
ويضيف لفرانس برس ان "الامر يتضمن شيئا من البساطة واليسر والسهولة ولا يحمل الناس الشطط او المشقة وهذا من سماحة الاسلام الذي اعتمد على طبيعة البشر وعدم تكليفهم فوق طاقتهم".
وتعتمد السعودية في دخول رمضان على الرؤية بالعين المجردة والشهود الذين يتقدمون الى المحاكم ليلة الرؤية لتاكيد مشاهدتهم الهلال ثم اعتماده من قبل مجلس القضاء الاعلى، قبل ان يتم تولي المحكمة العليا هذا الامر مؤخرا.
ويعتبر العثيم ان "لا مانع من استخدام اجهزة الرصد الحديثة والمتطورة التي تساعد في رؤية الهلال (...) ويقول الحديث الشريف +صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته+".
بقلم عبد الهادي الحبتور
جدة (المملكة العربية السعودية) 19-7-2012 (ا ف ب) - يستمر الجدل بين المسلمين في انحاء العالم حول رؤية هلال رمضان سنويا بين مؤيدين للرؤية المجردة في اعتماد دخول الشهر، واخرين يرون ان الحسابات الفلكية الدقيقة هي الحل الانسب لرصده.
ويقول خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والمشروع الاسلامي لرصد الاهلة لوكالة فرانس برس ان "الحساب ينقسم الى قسمين تحقيقي علمي دقيق واخر تقريبي يتماشى مع الوضع المعاش".
ويرى في هذا التباين ان "علماء الشريعة والفلك امام مازق ثقافي يتمثل في اثبات الاهلة على العالم الاسلامي قاطبة (...) يحتاج علاجه الى مراحل بحيث لا يمكن المعالجة بطريقة فجائية".
ويضيف "لو اتبعنا الرؤية بواسطة العين الصحيحة الخالية من الشوائب لقلنا ان الهلال لا يمكن ان يشاهد مساء اليوم الخميس لانه سيمكث تقريبا ست دقائق حدا اقصى وبالتالي لا يمكن ان يتكون النور في جرم القمر وهذا ثابت علميا ولا جدال فيه".
ووفقا لتقويم ام القرى الذي تعتمده السعودية في معاملاتها الرسمية والعقود واوقات الصلوات والتقويم المدرسي والجامعي، فان غدا الجمعة سيكون اول ايام رمضان.
لكن "المشروع الاسلامي لرصد الاهلة" الذي يضم اكثر من 400 عالم ومهتم بعلم الفلك ومقره ابوظبي، اعلن ان غرة رمضان ستكون السبت، مشددا على ان ذلك يعود الى استحالة رؤية الهلال عقب غروب الشمس في جميع الدول العربية والاسلامية ليل الخميس الجمعة.
ويقول الزعاق ان "الحساب التقريبي يعتمد رؤية العلماء في اجتماع اسطنبول الذي عقد قبل 40 عاما".
ويؤكد ان الاجتماع قرر انه "اذا ولد القمر وكان له مكوث بعد مغيب الشمس على مكة المكرمة فان الشهر يدخل ولو لم تتم رؤيته من السعودية لان الاخرين سيرونه حتما في المواقع الكائنة غربا ومن ثم تنسحب علينا رؤيتهم حتى يتوحد العالم الاسلامي".
ويتابع "قبل 20 عاما قال العلماء +اذا ولد القمر قبل مغيب الشمس ندخل الشهر+ وبعد مرور 10 اعوام، طبقوا قرارا اخر يؤكد انه +اذا ولد القمر قبل مغيب الشمس وان يكون له مكوث فاننا ندخل الشهر+".
ويضيف "في الاجيال القادمة، سيطبقون كامل الشروط (...) علينا تحقيق اركان الشهادة بغض النظر عن شروطها اي تقدم في علاج المرض العضال الذي لا يرجى شفاؤه الا بمراحل".
ويعبر الزعاق عن مخاوفه من ان "يتسابق الشهود في السعودية لاثبات الشهادة نظرا لاتباعهم تقويم ام القرى (...) وقد يتوهمون انهم شاهدوا الهلال مساء الخميس".
من جهة اخرى، يؤكد "المشروع الاسلامي لرصد الاهلة" ان شعبان الماضي شهد ظاهرة فريدة وقليلة التكرار تمثلت في دخول معظم الدول الاسلامية الشهر يوم الخميس وبالتالي سيكون يوم التحري مساء الخميس الموافق 29 شعبان في غالبية هذه الدول.
ويلفت الى استحالة رؤية هلال رمضان اليوم من جميع المناطق الشمالية من العالم، وبعض المناطق الوسطى، وهذا يشمل العراق وبلاد الشام وبعض شبه الجزيرة العربية، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس.
اما ما تبقى من مناطق العالم العربي، فان رؤية هلال شهر رمضان اليوم الخميس غير ممكنة اطلاقا بسبب غروب القمر مع الشمس او بعده بدقائق معدودة لا تسمح برؤيته حتى باستخدام اكبر التليسكوبات الفلكية.
من جهته، يؤكد الشيخ عبدالله العثيم رئيس المحكمة الجزئية بجدة سابقا وقاضي الاستئناف السابق بمكة المكرمة ان "الرؤية الصحيحة لا تتعارض مع الحساب الفلكي الصحيح"، مشيرا الى ان "المشكلة تكمن في وجود اخطاء اما في الرؤية او الحساب".
ويضيف لفرانس برس ان "الامر يتضمن شيئا من البساطة واليسر والسهولة ولا يحمل الناس الشطط او المشقة وهذا من سماحة الاسلام الذي اعتمد على طبيعة البشر وعدم تكليفهم فوق طاقتهم".
وتعتمد السعودية في دخول رمضان على الرؤية بالعين المجردة والشهود الذين يتقدمون الى المحاكم ليلة الرؤية لتاكيد مشاهدتهم الهلال ثم اعتماده من قبل مجلس القضاء الاعلى، قبل ان يتم تولي المحكمة العليا هذا الامر مؤخرا.
ويعتبر العثيم ان "لا مانع من استخدام اجهزة الرصد الحديثة والمتطورة التي تساعد في رؤية الهلال (...) ويقول الحديث الشريف +صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته+".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق