اسباب امنية وراء اغلاق السفارة السعودية في مصر
جدة (السعودية) (ا ف ب) - قال محللون ان قرار الرياض اغلاق سفارتها وقنصلياتها في مصر اجراء امني بحت لكنه يشكل في الوقت نفسه لفت نظر للحكومة المصرية حيال تقاعسها في حماية الدبلوماسيين السعوديين.واوضح انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية لوكالة فرانس برس "هناك تظاهرات. من حق المملكة حماية دبلوماسييها (...) انه اجراء احترازي من ناحية امنية، وتعبير عن الغضب من بعض الاشخاص الذين شتموا السعودية".
وقررت الرياض مساء السبت استدعاء سفيرها في مصر واغلاق السفارة وقنصليتيها في الاسكندرية والسويس، بسبب تظاهرات مناوئة نددت بالسعودية بعد اعتقال محام مصري في المملكة قبل 12 يوما.
واعتبرت المملكة التظاهرات "غير مبررة" ونددت ب"محاولات اقتحام البعثات الدبلوماسية".
بدوره، قال عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث ان لفرانس برس ان المملكة "اضطرت لاتخاذ هذه الخطوة كاجراء امني بحت بسبب الانفلات الامني. عندما لا يكون للدولة المضيفة سيطرة على التجمهر امام سفارة يفترض بها حمايتها".
من جانبه، قال خالد الدخيل استاذ علم الاجتماعي السياسي بجامعة الملك سعود ان "القرار السعودي ليس عدائيا، وانما للتحذير ولفت النظر".
واضاف لفرانس برس "ليس من المعقول من اجل اعتقال شخص واحد تتحول هذه الهوجة الشعبية والسياسية في مصر وكان السعودية احتلت الساحل المصري على البحر الاحمر او سيناء (...) اسرائيل احتلت سيناء ووقعت حكومة مصر معها ولم يحدث ما حدث".
وقد تظاهر مئات المصريين الثلاثاء امام مقر السفارة احتجاجا على احتجاز سلطات المملكة الناشط الحقوقي المصري احمد الجيزاوي، ورددوا هتافات مناهضة للمملكة مطالببين بالافراج فورا عنه.
وكانت منظمات حقوقية مصرية اعلنت القبض على الجيزاوي في مطار جدة فور وصوله مع زوجته لاداء مناسك العمرة "بدعوى صدور حكم غيابي بحقه يقضي بحبسه عاما وجلده 20 جلدة اثر اتهامه ب +العيب في الذات الملكية+".
لكن السفير السعودي لدى مصر احمد عبد العزيز قطان اعلن "القبض على المذكور بعد ضبط 21380 حبة زاناكس بحوزته وهي من الحبوب المصنفة ضمن المخدرات والخاضعة لتنظيم التداول الطبي ويحظر استخدامها (...) مخبأة في علب حليب الاطفال المجفف وبعضها في محافظ مصحفين شريفين".
وردا على سؤال حول جهات تعمل على تازيم الاوضاع بين البلدين، اجاب عشقي "ليس هناك ما يؤكد وجود ايد خفيه تؤجج الوضع بين البلدين (...) واذا كان هناك عدو فيجب ان لا يعطى الفرصة".
وفي هذا الاطار، ابلغ العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس المجلس العسكري الاعلى في مصر المشير حسين طنطاوي انه سينظر خلال الايام المقبلة في قرار اغلاق السفارة "وفقا للظروف ومصلحة البلدين".
واجرى طنطاوي الاتصال بالعاهل السعودي "املا ان تعيد المملكة النظر في قرارها".
وضمن السياق ذاته، اعتبر الدخيل ان "الطرفين يدركان ان العلاقة بينهما استراتيجية، ربما تحتاج الى اعادة نظر لكن بعيدا عن التحريض وبعض السياسيين والاطراف الذين يحاولون تحقيق مكاسب سياسية".
لكنه اضاف ان "الشعب المصري في حالة ثورية والمشاعر في اعلى درجاتها.، الحكومة كانت تتفرج، فهل من المعقول ان تبقى الحكومة السعودية تتفرج كذلك".
وتابع ان "القرار رد فعل والبعض يرى ان الخطوة السعودية جاءت متاخرة"، معتبرا ان الامر مجرد "لفت نظر بسبب صمت الحكومة المصرية وعدم تدخلها".
وكانت رئاسة الوزراء المصرية عبرت عن اسفها ازاء "الحوادث الفردية التي صدرت عن بعض المواطنين ضد السفارة"، مؤكدة انها "لا تعبر الا عن رأي من قاموا بها"، واستنكرت "هذه التصرفات غير المسؤولة وغير المحسوبة".
وفي هذا الصدد، قال بن صقر "اعتقد ان هذا اجراء غير سياسي. العلاقة مع مصر قوية ولديها عمق تاريخي (...) لكن اذا كان هناك في مصر من يتحرك بضغوط خارجية او دوافع اخرى رغبة في التصعيد مع السعودية فهذا مردود عليهم".
وختم معربا عن اعتقاده بانها "سحابة صيف ستنجلي باسرع ما يمكن لكن ربما يكون هناك تصعيد اعلامي من البعض".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق