كيف يمكن منع إيران من استخدام الورقة الشيعية في
السعودية؟
|
محللون يدعون إلى الحوار مع الشيعة مع استمرار القبضة الامنية بعد
احداث القطيف التي اوقعت اربعة قتلى.
|
جدة - الفرنسية ـ من عبد الهادي
الحبتور
|
دعا خبراء في شؤون الخليج السلطات السعودية الى حوار سياسي مع الشيعة
الى جانب القبضة الامنية بعد احداث القطيف التي اوقعت اربعة قتلى الاسبوع الماضي،
وذلك بهدف منع ايران من استغلال الاوضاع لفرض هيمنتها.
وقال خالد الدخيل استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الملك سعود بن عبد
العزيز لوكالة "اعتقد ان المنطقة تمر بمرحلة تاريخية، لابد من التعامل مع الاحداث
من هذه الزاوية لاحتواء الورقة الشيعية التي يجب ان لا تترك في يد اطراف خارجية
تستخدمها للضغط السياسي" في اشارة الى ايران.
واضاف ان "الصورة مزعجة جدا في ظل وجود قتلى".
وقد لقي اربعة شبان مصرعهم في القطيف التابعة للمنطقة الشرقية، وذلك
للمرة الاولى منذ بدء التظاهرات الربيع الماضي في حين سقط عدد من الجرحى في السابق.
وتعد المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المركز الرئيسي للشيعة الذين
يشكلون حوالى 10% تقريبا من السعوديين البالغ عددهم حوالى 19 مليون نسمة، وكانت
شهدت تظاهرات محدودة تزامنا مع الحركة الاحتجاجية في البحرين وغيرها.
وتابع الدخيل "يجب التفكير مليا بان الربيع العربي سيطال الجميع باشكال
مختلفة (...) فالشيعة مواطنون وهم يؤكدون ذلك ويجب التعامل معهم على هذا الاساس لكن
يجب ان يطالبوا بحقوقهم كمواطنين وليس كشيعة لان هذا الامر يرسخ فكرة الطائفية".
وقال "على الدولة كذلك التعامل مع الشيعة كمواطنين، وحتى السنة والشيعة
عليهم التعامل بالمواطنة المتساوية (...) علينا البدء في ترسيخ مبدأ المواطنة".
وختم استاذ علم الاجتماع السياسي موضحا ان "الاختلاف المذهبي جزء من
التعددية الاجتماعية والفكرية في المجتمع التي يجب ان تكون مصدر تنوع وغنى وليس
سببا للانقسام".
وقال عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث ان "ما يحدث من تصعيد
في المنطقة الشرقية لا يمكن فصله باي حال عما يحدث في سوريا بسبب الدور الفاعل الذي
تقوم به دول الخليج في المسالة السورية ومحاولة لفت الانظار عما يجري هناك".
واضاف "للمرة الاولى يتم استخدام الاسلحة النارية في تظاهرة في
السعودية بعد ان بدأت بالمولوتوف والدراجات النارية".
ولفت الى ان تعامل السلطات ينبغي ان "يكون من خلال ثلاثة محاور، اولها
استمرار احكام القبضة الامنية (...) وعدم التفريق بين الارهاب السني والشيعي،
فالحكومة السعودية قتلت 120 سنيا من الفئة الضالة ابان محاربتها للعمليات
الارهابية".
وتابع بن صقر "اما المحور الثاني، فيجب ان يكون على المستوى السياسي
والاجتماعي مع القيادات الشيعية التي ترفض التدخل الخارجي وهذا ما بدأه امير
المنطقة الشرقية ووزارة الداخلية بالفعل".
وكان رجل الدين حسين الصويلح اكد ان الامير محمد بن فهد "ابلغنا ان
لجنة شكلتها وزارة الداخلية ستباشر التحقيق (...) وطلب منا تهدئة الشارع والخواطر
خصوصا مع اقتراب احياء ذكرى عاشوراء" التي تبدا مساء الاحد المقبل.
واكد بن صقر ان "المحور الثالث هو منع اي تغلغل خارجي (...) يجب الاخذ
في الاعتبار ان رجال الامن دافعوا عن انفسهم بعد ان تعرضوا لاطلاق النار واحراق بعض
النقاط الامنية، ولو كان العكس لكان عدد الضحايا اكبر بكثير".
وقال انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية ان
"ايران تريد ان تحدث مشاكل في السعودية وهذا الامر له جذور منذ عشرين عاما عبر
اثارة الحجيج لكنهم فشلوا".
ولفت الى ان "الامور تطورت في المرة الاخيرة خلال التظاهرات الى ان
اصبحت عمليات ارهابية (...) فالسعودية ستتعامل مستقبلا معهم على اساس انهم من
الارهابيين".
وقال مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ان "قوى خارجية
ومنظمات سياسية حاقدة تستهدف ديننا ووطننا وامننا واستقرارنا. هناك فئات مخربة تدعو
الى نشر الفوضى".
وتابع انهم "ليسوا منا وانما فئة ضالة تتبع اسيادها في الخارج ويأتمرون
باوامر خارجية وليس لهم علاقة بوطننا ولا بلادنا".
ويتهم ابناء الطائفة الشيعية السلطات السعودية بممارسة التهميش بحقهم
في الوظائف الادارية والعسكرية وخصوصا في المراتب العليا.
وقد طالب مشاركون في تظاهرات القطيف الربيع الماضي بتحسين اوضاعهم فيما
اطلق اخرون هتافات تندد بارسال قوة درع الجزيرة الى البحرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق