بوادر للإفراج عن الناقلة السعودية دون فدية
محمود لعوتة من الرياض - عبد الهادي حبتور من جدة
اقتاد خاطفو ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار" إلى منطقة قرعة، المحاذية لبوت لاند الصومالية بعد ورود أنباء عن تأهب مجموعة من الإسلاميين لتحريرها من قبضتهم في ميناء هاراديري الذي يقع منتصف الخط الساحلي الطويل للصومال. وأشارت مصادرلـ"الاقتصادية" نفسها إلى وجود تقدم إيجابي في المفاوضات التي تجريها القبائل الصومالية التي ينتمي إليها الخاطفون،أن هنالك توجها لفك احتجاز الناقلة دون شروط أو حتى فدية. في مايلي مزيداً من التفاصيل: اقتاد القراصنة ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار" إلى منطقة قرعة، المحاذية لبوت لاند الصومالية بعد ورود أنباء عن تأهب مجموعة من الإسلاميين لتحريرها من قبضتهم في ميناء هاراديري الذي يقع منتصف الخط الساحلي الطويل للصومال. وأبلغت "الاقتصادية" مصادر مطلعة أن القراصنة يرجح أنهم انتقلوا بالناقلة السعودية إلى ميناء قرعة المحاذية لبورت لاند الوسطى، في ظل تزايد الضغوط الشعبية عليهم بمحاذاة ميناء هاراديري من عدد من المجموعات الصومالية التي تطالب بإطلاق سراح ناقلة النفط السعودية على الفور. وأشارت المصادر نفسها إلى وجود تقدم إيجابي في المفاوضات التي تجريها القبائل الصومالية التي ينتمي إليها الخاطفون، وظهرت بوادر استجابة لدى بعض القراصنة، ويجري إقناع الآخرين لإطلاق سراح الناقلة مع أفراد طاقمها بسلام. وعلى الصعيد نفسه علمت "الاقتصادية" من مصادر دبلوماسية في الخرطوم ونيروبي وإديس أبابا أن هنالك توجها لفك احتجاز الناقلة دون شروط أو حتى فدية وهذا هو الاتجاه السائد خلال اليومين السابقين وحتى أمس، عقب شعور الخاطفين بغضب زعماء العشائر والقبائل والسكان المحليين من تصرف القراصنة من خطف سفينة تابعة لبلد مسلم، إضافة إلى مساومتهم بملبغ معين بتخفيضه أو زيادته حيث هذا يعد أسلوبا منافيا للتقاليد والشرع الإسلامي. وأوضح دبلوماسيون لـ "الاقتصادية" أن هذا التوجه تمت مداولته مع عدد من الدبلوماسين العاملين في المنطقة الإفريقية، كما أن تدخل وسطاء وعقلاء صوماليين محايدين في هذه القضية، وهم أطراف يوصفون بأنه ليست لهم علاقة بالسياسة أو بالمعارضة أو الحكومة الحالية. وشدد الدبلوماسيون على أن الضغط من قبل الجماعات الإسلامية في الصومال يعتبر عامل ضغط شديد ومؤثر في الخاطفين. من جهته، يرى الكابتن بحري محمد عبود بابيضون رئيس أحد مراكز الاستشارات البحرية في مدينة جدة السعودية أن العملية التي نفذها القراصنة رغم صخامتها وجرأتها، إلا أنها تعد في الوقت نفسه من أفشل عمليات القرصنة، وقال "حجم الناقلة الكبير والمواد التي تحملها إضافة إلى الجهات التي يهمه أمرها كل ذلك سلط الأضواء العالمية على هذه العملية غير المشروعة، وبالتالي استخراج قوانين دولية من مجلس الأمن لاستئصال هؤلاء القراصنة والقضاء على نشاطهم وليس حماية السفن التجارية فحسب". وأضاف بابيضون "الأمر الآخر أن اختطاف ناقلة بهذا الحجم يعد أمراً أسهل مما لو كانت سفينة تجارية صغيرة تحمل البضائع، لأن حساسية المواد وكميتها التي كانت على الناقلة السعودية تجبر القبطان على الإذعان لمطالب الخاطفين بدون أي مراوغة أو تأخير، لأن أمراً كهذا من شأنه أن يؤدي إلى كارثة بشرية وبيئية ضخمة، خصوصاً في حال عدم تقدير هؤلاء القراصنة لخطورة الوضع على الناقلة". واستبعد الكابتن بحري أن تكون عملية الاختطاف التي حدثت قد تمت عن طريق القوارب الصغيرة التي يستخدمها القراصنة عادة، وأردف "الأمر الغريب هو أن القراصنة هذه المرة نفذوا عمليتهم على مسافة بعيدة جداً من السواحل الصومالية (800) كيلو متر تقريباً في عرض المحيط وعمق المياه في هذه المناطق يصل إلى ثلاثة إلى أربعة آلاف متر، وهو ما يؤكد أن لديهم بواخر تستطيع شق المحيط وتحمل قوارب صغيرة تستخدم في القرصنة عند اقترابهم من السفن التجارية، كما أن ذلك يدل على أن هناك تنسيقاً دقيقاً لعمليات الاختطاف منذ تحرك الناقلة السعودية وحتى وصولها إلى السواحل الصومالية". وتضاربت الأنباء بأن القراصنة أعلنوا أمس أنهم خفضوا الفدية إلى 15 أو 12مليون دولار لاطلاق سراح الناقلة السعودية المخطوفة، عوضاً عن 25 مليون دولار كانوا قد حددوها للإفراج عن الناقلة سيريوس ستار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق