الخميس، 27 نوفمبر 2008

مختصون: تجنب المصارف الإسلامية أزمة الرهن قد يساعد على فهم الإسلام

عبد الهادي حبتور من جدة - 22/03/1429هـ
تباينت آراء المختصين في الصيرفة الإسلامية حول ما إذا كانت تلك الصيرفة قد ساعدت الغرب على فهم الإسلام وذلك من خلال انتشارها الواسع عالمياً، والأسباب التي أدت إلى عدم تأثرها بأزمة الرهن العقاري التي حدثت في الولايات المتحدة. وأشار المختصون إلى شدة الإقبال الذي تشهده المصارف الإسلامية حالياً سواء في الغرب أو الدول الإسلامية، سيؤدي بكثير من الباحثين إلى السعي لدراسة الأسس التي تقوم عليها تلك المصارف بشكل عميق، وبالتالي دراسة القرآن والسنة، في الوقت الذي أشار فيه البعض إلى أن فهم الغرب سيتركز على الأحكام التي تطلق على التعاملات البنكية مثل تحريم الفائدة. وقال لاحم الناصر المختص في الصيرفة الإسلامية "الصيرفة الإسلامية تستمد أحكامها من القرآن والسنة، وهو ما يجعلها مؤهلة لحل الكثير من المشكلات التي يعانيها النظام المالي المعاصر الناتجة عن التعامل بصيغ وأدوات هي نتاج بشري محض تحكمها مصالح من أنتجها بأنانية مفرطة بغض النظر عما قد ينتج عنها من مآس للمجتمع مثل الأدوات القائمة على الربا والغرر والجهالة والميسر والتي حرمتها الشريعة الإسلامية لما تحدثه من ضرر بالغ للفرد والمجتمع". وأضاف "لعل أوضح مثال عما يمكن أن تحدثه هذه الأدوات المحرمة من ضرر بالمجتمع والاقتصاد ما يمر به العالم اليوم من مشكلة الرهن العقاري التي أدت بالكثير من المؤسسات المالية العالمية لشطب الكثير من الديون". وزاد الناصر " كل تلك الأزمات أدت إلى تحقيق الكثير من الخسائر التي نتج عنها فقدان الكثير من العاملين في هذه المؤسسات لوظائفهم واضطراب الأسواق المالية وكثر الحديث عن إمكانية حدوث كساد عالمي، وتساقطت المؤسسات المالية الكبرى الواحدة تلو الأخرى كأحجار الدومينو دون أدنى مقاومة فلم تسعفها خبرتها الطويلة في تفادي هذه الأزمة أو التنبؤ بها، ولعل ما ظهر حتى الآن لا يعدو عن كونه قمة جبل الجليد لهذه الأزمة". وأشار الناصر إلى أنه مع ضخامة هذه الأزمة واتساعها إلا أنها لم تؤثر في المصارف الإسلامية كون الشريعة الإسلامية التي تحكم عمل هذه المؤسسات المالية تحرم التعامل في الأدوات المالية التي نتجت عنها أزمة الرهن العقاري، مبيناً أنه نظرا لكون الكثير من المجتمعات الغربية المنكوبة بهذه الأزمة يوجد بها مؤسسات مالية إسلامية فإن ذلك سيؤدي إلى سعي الكثير من الباحثين والدارسين في هذه المجتمعات إلى دراسة الأسس التي تقوم عليها هذه المؤسسات وآليات عملها، في الوقت الذي سيحتاج فيه الدارس لهذه المؤسسات دراسة القرآن والسنة. من جانبه, قال الدكتور سالم باعجاجة الخبير الاقتصادي "قيام عدد من البنوك العالمية بالتعامل بالصيرفة الإسلامية وافتتاح فروع خاصة بها، وذلك نظراً للإقبال الشديد من قبل المتعاملين بالصيرفة الإسلامية سواء في الغرب أو الدول الإسلامية، ونجاح الأدوات والمنتجات الإسلامية في تحقيق عوائد وأرباح أفضل مما تحققه البنوك التقليدية، سيؤدي إلى معرفة الإسلام بشكل أكبر وأعمق". واستطرد الدكتور سالم باعجاجه قائلاًً "في ظل النظام العالمي الجديد وانفتاح الاقتصاد نتوقع افتتاح فروعاً جديدة للبنوك الغربية في السعودية قريباً وهو ما سيحدو البنوك المحلية إلى نقل المعرفة الإسلامية لهذه البنوك الأجنبية، ومن وجهة نظري فإن ذلك سيساعد على فهم الإسلام بشكل أفضل لدى الغرب". في المقابل, رأى الدكتور جهاد النخلة مدير عام وكالة موديز للتصنيف الائتماني في الشرق الأوسط أن الصيرفة الإسلامية ربما تساعد إلى حد معين في فهم الإسلام، لكن فهم الغرب لها سيركز على الأحكام التي تطلق على التعاملات البنكية مثل تحريم الفائدة، وبأن الدول الإسلامية تحاول إيجاد منتجات بديلة لتلك التي تقدمها البنوك التقليدية.

ليست هناك تعليقات: