عبدالهادي حبتور ويحيى الحجيري من جدة
شهدت أسواق جدة أمس ارتفاعاً ملحوظا في أسعار الطوب الأحمر، بمعدل 100 في المائة، الأمر الذي أربك بشدة المقاولين وأوقف بناء في بعض المشاريع الإنشائية القائمة. وكشف لـ "الاقتصادية" المهندس عبد العزيز حنفي رئيس لجنة المقاولين في غرفة جدة إنهم كلفوا لجنة لمتابعة الموضوع والوقوف على أسباب الزيادة "المفاجئة" في أسعار الطوب الأحمر، مبدياً استغرابه الشديد من التصاعد السريع للأسعار والجهل بالأسباب الحقيقية لذلك.
وأضاف حنفي "لا ندري هل السبب يكمن في البلك الأسمنتي، أم أن الطلب ارتفع عليها بشكل كبير، وربما رأوا أن الجميع زادت أسعاره ولم يتبق سواهم، ولذلك قاموا بهذه الزيادة الغريبة، نحن ندرس هذه الظاهرة حالياً رغم أن أصحاب المصانع لم يتجاوبوا مع اتصالاتنا حتى الآن".
وحذر حنفي من العودة إلى المربع الأول فيما يخص تعرض المقاولين إلى خسائر كبيرة والجدل حول التعويضات، وعدم موافقة الحكومة أو المالك على تعويضهم، مبيناً أن الطوب مادة رئيسية في البناء عندما يستخدم في السقف والجدران وغير ذلك ويستهلك منه كميات كبيرة جدا.
وأبلغ "الاقتصادية" أحد مندوبي المبيعات في إحدى كبريات الشركات المصنعة للطوب الأحمر في المنطقة الغربية، أن ارتفاع الأسعار يعود إلى بيع الشركات للطوب الأحمر بأسعار منخفضة وغير عادلة في الفترة الماضية، إضافة إلى حدوث طلب كبير على الطوب في الأسابيع الأخيرة.
ولفت مندوب المبيعات إلى أن الأسعار قد ترتفع خلال اليومين المقبلين رافضاً كشف الأسباب التي تدعو لذلك، ومعلقاً بأن جميع المصانع رفعت الأسعار وليس مصنعاً واحداً، وهو ما يشير إلى احتمال وجود اتفاق بين هذه المصانع على الزيادة الأخيرة، لا سيما أن المصانع الصغيرة لا تملك أي قرار في مسألة زيادة الأسعار وانخفاضها.
وشهدت أسواق المنطقة الغربية أمس إحجاماً من قبل موزعي الطوب الأحمر عن البيع بكميات كبيرة في انتظار زيادات مقبلة على ما يبدو، ووفقاً لتأكيدات بعض الموزعين، فإنه منذ مطلع الأسبوع الماضي سجلت أسعار الطوب ارتفاعات متتالية حتى بلغت 100 في المائة تقريباً بسبب عدم توريد الطوب من قبل أكبر مصنعين للطوب في المنطقة (العمودي، والخياط)، الأمر الذي دعا المؤسسات الصغيرة لتخزين كميات كبيرة تم شراؤها بأسعار منخفضة.
وفي جولة ميدانية لـ "الاقتصادية" شملت عددا من مستودعات بيع الطوب الأحمر في جدة تبين أن ارتفاع الأسعار تدريجياً، إذ ارتفع سعر الـ 1000 حبة من الطوب إلى 2400 ريال بعد أن كان يباع بـ 1300 ريال في غضون ثلاثة أيام فقط.
وتذمر عدد من المواطنين الذين كانوا موجودين لشراء الطوب الأحمر بعد أن أحجم بعض الموزعين بيعهم كميات كبيرة، لمشاريعهم بحجة عدم توافر مخزون كاف لديهم، واتهموا الموزعين بتخزين كميات الطوب في انتظار زيادة الأسعار في السوق المحلية خلال الفترة المقبلة.
وعبّر المواطنون عن تخوفهم من تكرار نفس سيناريو الحديد عندما ارتفعت أسعاره وقام الموزعون بتخزينه بكميات كبيرة أوقفت العديد من المشاريع الإنشائية في القطاعين العام والخاص وتضرر منها آلاف المواطنين الذين كانوا يبنون مساكنهم الخاصة.الجدير بالذكر أن استهلاك المنطقة الغربية من الطوب الأحمر يوميا لا يتجاوز 600 ألف طوبة في مواجهة إنتاج تجاوز المليون والنصف يومياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق