عبد الهادي حبتور من جدة
أكد خبير اقتصادي أن مغامرة الكثير من الشركات الاستثمارية خلال السنتين الماضيتين ودخولها في استثمارات دون سياسات استثمارية واضحة وخطط جاهزة للتعامل مع حالة عدم نجاح هذه الاستثمارات هي السبب الرئيس لما تعرضت له هذه المؤسسات من تأثيرات حادة جراء الأزمة المالية العالمية الراهنة.
وأوضح لـ "الاقتصادية" عبد المحسن بن عمران العمران الرئيس التنفيذي لشركة بيت العائلة لإدارة الثروات أن الشركات الاستثمارية في الخليج والسعودية على وجه التحديد مشغولة بحل المشكلات والأخطاء التي وقعت فيها خلال الأزمة الحالية، والقليل فقط من هذه الشركات لديه الحرية للتفكير في الوضع الحالي والمستقبلي لها، مشيراً إلى أهمية بذل المزيد لتوعية هذه المؤسسات الاستثمارية والمستثمرين على حد سواء، مطالباً هيئة سوق المال بالاضطلاع بدورها في هذا الشأن.
وأشار العمران خلال ندوة عقدت أمس في جدة حول أثر الأزمة العالمية في الشركات الاستثمارية في الخليج إلى أن هناك عدة احتمالات حول الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعيشها اليوم، أكثر هذه الاحتمالات تفاؤلاً يشير إلى أن أمامنا ما بين 12 و18 شهراً حتى تزول سحابة الأزمة، وأضاف "ستستمر الأزمة لبعض الوقت وقد نشعر بزوالها لعدة أسابيع أو أشهر لكنها ستعاود الرجوع، ويمكننا تشبيهها مثل شخص يسبح في البحر ويشعر ببرودة المياه أحياناً وتارة حرارتها، لكن المهم من يستطيع الاستمرار في السباحة في ظل هذه الأزمة".
وكشف الرئيس التنفيذي أن الكثير من المستثمرين غامروا في السنتين الأخيرتين ودخلوا السوق في فترة متأخرة وهو ما أدى إلى تضررهم مرجعاً ذلك إلى أنهم دخلوا دون سياسة استثمارية واضحة وخطط جاهزة فيما لو لم تنجح استثماراتهم، وكان يمكن لهم تفادي الكثير من هذه الأزمات لكن لا يمكن تفادي الخسارة لأنها واردة في عالم المال والأعمال فلابد أن تخسر لتربح.
وتابع العمران "يجب ألا تخسر بطريقة تؤدي إلى الكسر، معظم المستثمرين اليوم يعيشون حالة من الشلل لأنهم غامروا وأخذوا مخاطر عالية جدا، تحدثنا عن هذه المخاطر منذ عام 2004 لكن أحداً لم يكن يريد أن يسمع في ذلك الوقت، ونجد اليوم الكل يتحدث عن المخاطر عند انهيار الأسواق".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق