الاثنين، 18 مايو 2009

نقص الشفافية آفة تعانيها كل المجتمعات

على هامش لقاء القيادات العربية الشابة.. الأمير تركي بن عبدالله لـ الاقتصادية
لدى الغرب تقصير في الشفافية ولدينا نماذج سعودية مشرفة عبدالهادي حبتور من جدة أوضح الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود رئيس مجلس إدارة سعفة القدوة الحسنة، أن وضع الشفافية في الشركات والمؤسسات السعودية جيد ويتحسن ويتطور شيئاً فشيئاً نحو الأفضل، مؤكداً أن الغرب دائماً ما كان يتهم الدول النامية بنقص الشفافية، ولكنهم يعانون أيضا المشكلة نفسها خاصة عقب انهيار الأسواق العالمية وتسببها في الأزمة الحالية نتيجة لعدم إفصاح البنوك والمؤسسات المالية الغربية عن المخاطر المترتبة عن القروض الائتمانية التي بيعت عدة مرات. وقال الأمير تركي لـ "الاقتصادية" على هامش اللقاء الذي جمعه مع القيادات العربية الشابة فرع السعودية أمس الأول في جدة إن سعفة القدوة الحسنة تؤمن بالحلول المحلية وعدم الحاجة لاستيراد الحلول من المنظمات الأجنبية، كما أنها إيجابية في مسلكها دون التعرض لأي جهة أخرى بقصد الإساءة والتشهير بأحد، إلى جانب عدم الإيمان بالحل الشامل (السحري) والسعي إلى الحلول الجزئية ودفع قضية الشفافية حيثما أمكن. وأشار الأمير تركي بن عبدالله أثناء تعريفه بجائزة سعفة القدوة الحسنة للقيادات السعودية الشابة إلى أن من أهم المهام التي تقوم بها السعفة هو تعزيز قيم الشفافية بقدر الاستطاعة، ونشر الوعي في المجتمع وجعل الشفافية على أجندة الرأي العام، إضافة إلى إلقاء الضوء وتكريم الجهات البارزة في تطبيق الشفافية في المملكة والتي يجهلها الكثير من الناس. وبيّن أن سعفة القدوة الحسنة ترتكز على الشفافية التي تطورت بتطور الزمن، قبل 50 عاماً لو استخدمت كلمة الشفافية لكان مضمونها مختلفاً عنه اليوم، وهو يشبه إلى حد كبير كلمة (التخصيص) في بداياتها، لافتاً إلى أن العقدين الماضيين شهدا تطوراً ملحوظاً في استخدام مصطلح الشفافية في الأعمال اليومية للناس. وأضاف الأمير تركي:"من الصعب تعريف الشفافية بدقة، لكن يمكن وصفها بالمظلة التي تنضوي تحتها مجموعة من القيم الإنسانية مثل، النزاهة، الصدق، المحاسبة، الأمانة، وغيرها، ونحن – المسلمين - بلا شك لدينا موروث كبير في هذا المجال، فعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان يمارس الشفافية بأعلى درجاتها". ونوه بدور الحكومة في مكافحة الفساد من خلال إصدار عديد من القرارات ونيتها إنشاء هيئة خاصة لمكافحة الفساد. وكشف الأمير تركي أن فكرة سعفة القدوة الحسنة عندما تبلورت طرحت أمام شرائح المجتمع كافة للمشاركة والمساهمة فيها، مشيراً إلى أنهم التقوا رجال الأعمال، الكتاب والمفكرين، ثلث مجلس الشورى يتقدمهم الدكتور صالح بن حميد، والذين شاركوا وأسهموا في تبني الفكرة ودعمها. وكان من أهم الدعم للسعفة مشاركة الأمير سلمان لنا برعايته حفل الجائزة، وذكر بعض تجاربه في مجال عملها. وفي سياق تعليقه على فرع القيادات العربية الشابة قال الأمير تركي إنه لاحظ أن هذه المنظمة تمثل جميع قطاعات الأعمال في السعودية وهذه ميزة إيجابية، طالباً منهم الاستفادة من خبرات وتجارب السابقين على أن يكون ذلك بتصرف، وتابع "كل حقبة زمنية لها تحدياتها وصعوباتها، ربما اليوم التحديات أكبر وكذلك الفرص أكبر، عليكم إكمال ما بدأه الأوائل الذين ربما تتفوقون عليهم في بعض الأمور." من جانبه، أكد صلاح القحطاني رئيس فرع منظمة القيادات العربية الشابة في السعودية أنهم يركزون على استقطاب الشباب الجامعي وتطوير مهاراتهم وأفكارهم وتبادل المعلومات والخبرات مع شباب في مراحلهم العمرية نفسها حول العالم الأمر الذي يزيد من فرص النجاح والتميز للطرفين. في غضون ذلك، أكد فواز دانش الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للمواصلات (بدجت) السعودية أهمية تطبيق الشفافية من قبل الشركات والمؤسسات السعودية، مبيناً أنهم دفعوا ثمناً لشفافيتهم في (بدجت) بسبب نظرة المجتمع التي لا تزال لم تستوعب الأمر، متفائلاً بمستقبل الشفافية في مجتمع الأعمال السعودي. إلى ذلك، شهد اللقاء تبادلا للآراء وطرح بعض الأسئلة على الأمير تركي بن عبدالله من قبل القيادات الشابة والتي أجاب عنها جميعها بصدر رحب، معبراً عن سعادته بالنقاش والتحاور معهم.

ليست هناك تعليقات: