السبت، 23 مايو 2009

إغراق الدجاج المستورد في السوق يهدد منتجي الدواجن بالإفلاس

خاطبوا وزارتي الزراعة والتجارة للتدخل.. وخسائرهم تقدر بمليار ريال
عبد الهادي حبتور من جدة يواجه منتجو الدواجن في السعودية شبح الإفلاس وبيع مزارعهم بالكامل، والتوقف كليا، في ظل سياسة الإغراق الناتجة من ضخ الدول الغربية كميات هائلة من الدواجن المستوردة إلى السوق السعودية، وعدم قدرة السوق المحلية على المنافسة. وينتظر أن يمنى ملاك شركات الدواجن خسائر تقدر بمليار ريال، في حين اضطر كثير من المستثمرين في هذا لمجال إلى البيع بأسعار أقل من التكلفة. إلى ذلك خاطب عدد من ملاك مشاريع الدواجن المحلية وزارتي الزراعة والتجارة للتدخل عاجلا، في ظل تفاقم الأزمة وتواصل سياسة الإغراق التي أجبرت عددا من ملاك المزارع والشركات لعرضها للبيع بالكامل، فيما أكد ملاك مزارع آخرون أن قدرتهم على التحمل لن تستمر طويلاً وهم مهددون بالإفلاس والتوقف نهائياً عن ممارسة النشاط. وأوضح منتجو الدواجن لـ "الاقتصادية"، أن سياسة الإغراق التي مارستها بعض الدول الأجنبية في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية لمنتجات الدواجن ودعم صادراتها بشكل كبير، أدى إلى اضطرار المنتجين المحليين إلى بيع منتجاتهم بخسارة عن سعر التكلفة بمعدل 25 في المائة تقريباً. وقال أحمد عزمي عزام رئيس مجلس إدارة شركة طيبة الفيحاء للمشروعات الزراعية والغذائية، أن منتجي الدواجن في السعودية يواجهون شبح الإفلاس والتوقف نهائياً عن العمل بسبب الخسائر التي يتكبدونها يومياً جراء البيع بخسارة في السوق المحلية، وأضاف "العديد من المزارع الصغيرة معروضة للبيع حالياً بكامل تجهيزاتها وموظفيها لعدم قدرتها على تحمل هذه الخسائر، كما أن أصحاب المزارع المتوسطة مثلنا ليس لديه القدرة على التحمل لفترة طويلة، أعتقد أن المسألة هي مسألة وقت فقط وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه الآن سنضطر لإعلان الإفلاس والتوقف". ووصف عزام ما يجري حالياً للمنتجين المحليين بعملية "الذبح" من قبل المنتج الأجنبي الذي يبيع في السوق المحلية بأقل من سعر التكلفة وليس البيع مدعوماً بما يتلقاه من حكومته، وأضاف "لدينا منتجات بما يقارب ثلاثة ملايين ريال مكدسة في الثلاجات في ظل استحواذ المنتجات الأجنبية على أكثر من 50 في المائة من حصة السوق، ومعظم القطاعات الكبيرة المستهلكة مثل المطاعم، الفنادق، المستشفيات وحتى الجهات الحكومية مثل الحرس الوطني اتجهت نحو المنتج الأجنبي لأنه الأقل سعراً، الأمر الذي شل حركتنا، كنا ننتج 15 ألف دجاجة يومياً وخفضناها إلى 8 آلاف حالياً وإذا استمرت الأزمة سنقوم بتخفيض الإنتاج حتى نتوقف نهائياً." وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة طيبة الفيحاء للمشروعات الزراعية والغذائية أنهم بعثوا بمذكرة إلى وزارتي الزراعة والتجارة وطلبوا الجلوس معهم لبحث المشكلة ومحاولة حلها سريعاً، إلا أننا حتى الآن في انتظار ردهم علينا، مطالباً بمعاملتهم أسوة بمنتجي البيض المحليين حيث سمحت الحكومة فقط باستيراد كميات محددة من البيض لحماية المنتج المحلي. ولفت أحمد عزمي، أن جميع الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية تقوم في الوقت الراهن بحماية صناعاتها ودعم منتجاتهم المحلية في سبيل تجاوز آثار الأزمة المالية العالمية وعدم تعرضها للانهيار أو التوقف، مبيناً أن الخسائر الشهرية لمزرعة الفيحاء تقدر بثلاثة ملايين ريال تقريباً. واستطرد "الخيار الثالث هو أن يتم تقنين استيراد الدجاج أسوة بما حدث في مجال استيراد البيض، وأخيراً نطالب بزيادة قيمة دعم مكونات أعلاف الدواجن بالقيمة التي يتمكن الإنتاج الوطني للدواجن من منافسة المنتج الأجنبي المدعوم، حيث تم تخفيض دعم هذه المكونات إلى النصف تقريباً في وقت غير مناسب. وبيّن عزمي أن السعودية تنتج نحو 515 مليون دجاجة سنوياً، بمعدل 515 ألف طن سنوياً، وبحجم استثمار يبلغ 5.5 مليار ريال، متوقعاً أن تبلغ الخسارة السنوية لمنتجي الدواجن مليار ريال تقريباً. وتجدر الإشارة إلى أن معدل استهلاك الفرد في السعودية يتراوح بين 35 و40 كيلوجراماً في السنة من لحوم الدواجن وتوفر على فاتورته ما قيمته 10 مليارات ريال مقابل استهلاك المعدل نفسه من لحم الغنم وثمانية مليارات من لحم البقر و44 مليارا من لحم الجمل و39 مليارا من لحم السمك.

ليست هناك تعليقات: